كتب المدون/ عبد المنعم عمر
الحب ليس كلمات جميلة مزركشة أو عبارات غزل وهيام فقط ولكن الحب هو ما امتزج القول بالفعل أو العمل علي أرض الواقع .. الحب إذا لم يترجم إلي أفعال وأعمال يصير حبا خياليا يفتقر إلي الدليل المحسوس الذي يمكن الإمساك به أما الحب
الذي يعتمد علي الدليل اللفظي فهو حب يستحيل الإمساك به .. وهو حب لفظي لا يكلف شيئا ويصعب دوامه في عالم الإحتياجات البشرية الملحة.
الحب الحقيقي هو الحب المترجم إلي أفعال علي أرض الواقع العملي فمثلا حب لفظي لا يتبعه فعل عملي كشراء هدية مثلا للمحب أو دعوة لتناول الطعام في أحد الأندية أو المطاعم أيا كانت فاخرة أو غير فاخرة أو مساعدة ما للمحب أو أسرة المحب .. أو تلبية دعوة المحب الي حفلة ما وإلتقاط الصور التذكارية .. هذه أمثلة لمزج الحب اللفظي بالحب العملي ..
وخير دليل علي قولي هذا أن الحب اللفظي لا يصنع زواجا سعيدا أو أسرة متفاهمة لأننا لسنا في عصر الخيمة والهواء الطلق .. حتي في هذا العصر كان علي المحب الإنفاق لتشييد خيمة وفرشها كي تصلح لسكني الحبيبين وكان عليه شراء بعض الأغنام لرعيها والإنتفاع بلبنها ولحمها وبيع ما يفيض عن حاجته للحصول علي بعض المال لشراء لوازم الحياة الأخري .. هذا عصر ولي ولم يعد أما في عصرنا هذا وأذا إفترضنا أن كل حب ينتهي بخطوبة ثم زواج .. فهل في الإمكان إتمام الخطوبة والزواج بمجرد كلمات حب لفظي لا تسمن ولا تغني من جوع أم علي المحب تقديم هدايا الخطوبة من شبكة ودبل وإحتفالية ثم تدمير شقة الزوجية بمال وفير وفرشها بالأثاث المناسب حسب يسار المحب أو حسب إمكانياته.
وأنوه هنا أن المحب قد يكون رجلا أو فتاة فكليهما مطالب بتفعيل الحب اللفظي إلي حب لفظي عملي وليس لفظي فقط لأن الذي يدوم هو الفعل والموقف وليس الكلمة أو اللفظ الأجوف .. ولست بهذا أنكر قيمة الكلمة الجميلة في آذان المحب أو العاشق ولكن قصدي أن كلمات الحب وألفاظ العشق لا تكفي لدوام الحب فلابد من جمرة نار أولا وهي الفعل او العمل الذي ينبغي علي المحب أن يصنعه ثم يأتي دور الكلمات والألفاظ الهيامية الغرامية وهي هنا بمثابة النفخ في جمرة النار كي تظل متقدة لا تخبو مهما طال الزمن بالعاشقين .