كتب المدون / عبد المنعم عمر الخن
الدين والسياسة خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا وذلك لأن للدين ثوابت لا تتغير بالتغيير الزمن أو الجغرافيا او حتي الأفراد الذي يعبدون .. أما السياسة فليس لها ثوابت وهي تقوم علي قانون فن الممكن والممكن هذا متغيرفأحيانا جيد وأحيانا سيء والثابت في السياسة هو الميكافلية أي الوصول لهدف ما بأي وسيلة ما ولو كانت هذه الوسيلة شيطانية والعياذ بالله .. من أجل ذلك لا يجوز الخلط بين الدين والسياسة أو بين المطلق والنسبي .
ويذكر هنا أن جميع الشعوب التي خلط حكامها بين الدين والسياسة فشلت سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا بل ونقسمت بعض هذه الدول الي جزئين كالسودان وأحتلت دول أخري كأفغانستان وعانت دول أخري من المجاعة كالصومال ودارفور .. هذه النماذج من الدول خلطت بين الدين والسياسة ففشلت في كلتاهما الدين والسياسة معا.
ويطالعنا التاريخ الأوربي كم كانت دول أوربا تعاني من التخلف والقهر في القرون الوسطي بسبب خلط الدين بالسياسة وممارسة الكنيسة القهر الديني في أوربا واستباحت لنفسها التدخل في كل شيء حتي الوعد بالجنة فكانت تبيع ما يسمي بصكوك الغفران يشتريها من يريد أن يدخل الجنة .. هكذا كانت أوربا تعاني من ظلام الجهل والقهر بإسم الدين ولم تنهض أوربا إلا بعد أن تخلصت من قبضة الكنيسة الكاثوليكية السياسية إبان عهد الملك هنري الثامن الذي فصل الكنيسة في روما عن الكنيسة في إنجلترا ونصب نفسه الرئيس الأعلي للكنيسة في إنجلترا عام 1534 بعد الإعتراض علي سلطات البابا المطلقة وعلي الكاثوليكية كمذهب متشدد وأنشأ مذهبا آخر هو المذهب البروستانتي ومنذ ذلك التاريخ شهدت أوربا نهضة كبيرة بفضل مفكريها وعلمائها وبزوخ عصر جديد هو عصر العلم وما تبعه من إختراعات أفادت البشرية جمعاء .
وهنا نطرح السؤال الملح إلي أين تمضي مصر بجماعة الأخوان والسلف ؟ الحقيقة أن الإجابة علي هذا السؤال تطل برأسها من خلال التصريحات غير المسئول من جانب بعض المحسوبين علي حزب الحرية والعدالة وحزب النور وهما الكتلتين الأكبر الذين يمثلان الإسلام السياسي .. هذه التصريحات تدور حول تطبيق الحدود وهدم التراث الإنساني الفرعوني بعتباره أصنام وإلغاء الفن بكافة أشكاله .. والتخلص من البنوك غير الإسلامية التي تعمل في مصر ومنها البنوك الحكومية وكذلك مشاريع القوانين التي قدمت لمجلس الشعب المنحل والذي سيطر عليه الإسلاميون مثل مشروع قانون إلغاء الخلع ومشروع قانون يلزم بختان الإناث والحديث عن تزويج البنت عندما يبلغ عمرها 12عاما وغير ذلك من التصريحات الغريبة التي التي توحي بأن مصر قادمة وبسرعة نحو دولة دينية متشددة وبمفهوم ديني وتفسيرات خاصة.بجماعة الأخوان والسلف.
مصر دولة إسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وهم أكثر شعوب الإسلام تدينا وإيمانا وليسوا في حاجة إلي من يعرفهم دينهم خاصة إذا كان هذا التعريف يأتي علي غير صحيح الدين وبتأويلات خاطئة أي صرف اللفظ عن ظاهره إلي معني آخر يتفق وأهوائهم الدنيوية.
دع الأيام تنبأ عما هو مسكوت عنه الآن ولنأمن بأن مصر محروسة بأمر الله وبآيات ذكره الحكيم ولن يستطع كائنا من كان أن يمكر بمصر والله خير الماكرين.. وليعلم من يحكم الآن أن ميدان التحرير قائم وموجود ومفتوح 24 ساعة يوميا وشباب مصر موجود ويزيد كل يوم فمصر المحروسة ولادة وأبناؤها كتر وأذكياء ولا أحد يستطع أن يخادع هذا الشباب الواعد حتي ولو كانت أغلبيته مائة في المائة .. ولننتظر وإن غدا لناظره لقريب .