القاهرة، مصر (CNN)-- أفادت تقارير إعلامية في مصر بأن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تعرض لمحاولة هجوم من قبل أحد الشبان، أثناء خروجه من مسجد "الحسين" في القاهرة مساء الثلاثاء، في الوقت الذي احتشد فيه عشرات المحتجين الرافضين لزيارة الرئيس الإيراني إلى مصر.
وأشارت التقارير، التي لم تتمكن CNN من التأكد منها بصورة مستقلة، إلى أن الشاب، الذي يُعتقد أنه سوري، ردد عبارات تندد بموقف إيران المؤيد لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وحاول رشق الرئيس الإيراني بحذائه، قبل أن يقوم أفراد فريق الحراسة المرافق لنجاد، بالقبض عليه.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أنها توجهت بسؤال إلى إمام وخطيب مسجد الحسين، الشيخ محمد حرز الله، حول ما تردد عن تعرض الرئيس الإيراني لـ"مناوشات" بعد الانتهاء من زيارته للمسجد، إلا أنه أجاب بأنه "لا علم له بهذا الموضوع"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، التقى نجاد بشيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي طالب الرئيس الإيراني بضرورة "احترام البحرين كدولة عربية شقيقة"، و"عدم التدخل في شؤون دول الخليج"، و"العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، وبخاصة في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين."
وأكد الطيب، في بيان صدر عن مشيخة الأزهر، حصلت CNN على نسخة منه، على رفضه لـ"المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة"، وطلب من الرئيس الإيراني استصدار فتاوى من المراجع الدينية الشيعية، لتجريم وتحريم سب السيدة عائشة، وصحابة النبي محمد، "حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق."
وتعد زيارة نجاد للقاهرة، للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية التي تنطلق الأربعاء، هي الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، حيث ينظر إليها مراقبون على أنها تأتي في إطار مساعي التقارب بين مصر وإيران، في أعقاب وصول جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الحكم في مصر.
وفي تعليق له على زيارة نجاد للقاهرة، قال خبير الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد عباس ناجي، إن الزيارة لا تهدف فقط إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية، بل أنها تمثل "محاولة القاهرة لإقناع طهران بتغيير موقفها تجاه سوريا، كون إيران مؤيدة للنظام السوري بشدة."
وفي ظل انقطاع العلاقات لمدة 34 عاماً، أغلقت كلا الدولتين سفارتها لدى الأخرى، لكن ناجي أشار، في تصريحات لـCNN ، إلى أن الزيارة تشكل "إشارة لحدوث تطورات في العلاقات بين البلدين"، لكنها لن تؤدي إلى "إعادة فتح السفارات"، بحسب قوله.
ورجح أسباب عدم حصول ذلك إلى أن "الظروف التي تمر بها القاهرة لا توفر بدائل واسعة أمامها، وتوجب عليها التفكير ملياً قبل تقوية العلاقات بشكل أكبر مع إيران"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يصب في علاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو حتى مع الحلفاء العالميين مثل الولايات المتحدة الأمريكية."