بحث داخل الموقع

أبريل 24، 2013

إعادة منهجة التربية في البيوت ضرورة ملحة لمحاربة التطرف




 مقالة للكاتب/ عبد المنعم محمد عمر
التعصب والهوس الديني هو الذي أدي إلي هذه الأحداث المؤسفة بين المسلمين والمسيحيين وليس هناك من سبب لهذا التعصب والهوس الديني الإ سبب واحد وهو السبب البعيد أي أننا دائما ننظر الي الأسباب القريبة كزريعة لتلك الأعمال مثل تعميد أحد المسلمين ودخوله في النصرانية أو دخول أحد المسيحيين في الإسلام , والأسباب القريبة كثيرة منها أيضا الحالة النفسية للجاني مثلا  كأن يكون مختلا عقليا أو واقع تحت ضغوط معيشية معينة  أو مشاجرة بين مواطن ومواطن أخر مختلفين في الديانة والمشاجرة  وقد تكون المشاجرة علي خلفية مدنية  وليست علي خلفية دينية وما الي ذلك .. 

اعود الي السبب البعيد وأقول أن التربية الخاطئة للأطفال منذ الصغر والتي تقوم علي بث روح الكراهية للآخر وحقن أسباب الإحتقان بشكل عام تجاه الآخر في الدين او الحزب أو النادي , وعندما يري الطفل أبويه وهما القدوة لديه والأسوة  يذكرون الآخر بسوء ويرمونه بالكفر والإلحاد ويسفهون من لا يدين بفكرهم  ينشأ الطفل وتنشأ معه عقدة الكراهية لمن ليس يدين بدينه او توجهه السياسي. 

وتزداد الطين بلة عندما يسمع من رجال الدين والأممة في خطبهم بالمساجد وعلي الفضائيات الدينية خطابا تحريضيا بتفسيرات خاطئة وتأويلات غير صادقة من آيات الذكر الحكيم والسنة المباركة ضد الأخر يتولد عنده الإيمان القاطع بأن هؤلاء الذين يخالفوه فكره وثقافته هم كفار آثمين.

 وبما أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه والعاطفة الدينية الإيمانية لديه في منزلة القلب من الجسد فأنه يقبل هذه الأفكار ويذرعها في أرض الطفولة البريئة لتنمو تطرفا وفكرا ضالا وبالتالي سرعان ما تتحول إلي أفعال عندما يكبر الطفل ويصير شابا.. هذه الأفعال التي نراها من حين الي حين ما هي إلا التنفيس الطبيعي لبركان التعصب والكراهية في صدر الشاب وبالتالي يرمي بمقذوفاته تجاه كل من يخالفه في توجهاته في شكل إعتداءات وبذاءات وبلطجة. 

 لن تتوقف مقذوفات هذه الحمم الا بإعادة منهجة التربية في البيوت لجيل جديد يعتنق فكرة المواطنة وقبول الآخر تحت مظلة الأمة المصرية والدولة المدنية , إن مصر هي الأم التي طالما احتضنت أبنائها من مسلمين وأقباط ويهود وكانت قبل ذلك مهد للأديان ونزل بها الأنبياء ومن أجل ذلك كانت مصر هي وطن الجميع وكان الدين لله وحده من شاء فليأمن به ومن شاء فليكفر والله غني حميد.