تختلف الخيانة الجسدية من ناحية الزوج عنها من ناحية الزوجة .. فالرجل يسهل ليديه خيانة زوجته جسديا دون ما خوف من فضيحة أو إعتبار للحياة الزوجية أو للمجتمع الذي يعيش فيه لأن المجتمع الذكوري لا يحاسبه علي جريمة الزنا مثلا بل يعتبره فارس مغوار أو "دون جوان" عصره وهذا فيه ظلم بين وتفرقة مفضوحة بين الزوج والزوجة في مجتمع ذكوري سلطوي.
أما الزوجة فهي خائفة دائما من الفضيحة إذا هي أقدمت علي الخيانة الجسدية وهي دائما تعمل ألف حساب لجماعة الأسرة أو المجتمع ككل إن هي أقدمت علي مثل تلك الأفعال لأن الزوج والمجتمع والقانون يجرمها وينزل بها أقسي العقاب وطبعا مثل هذه الأفعال وغيرها تأتي من الزوج والزوجة علي حد سواء بعد غياب الوازع الديني وأنا أتكلم هنا عن الفعل ورد الفعل من المجتمع بشكل مقارن بين الزوج والزوجة.
الزوجة في هذا الحالة وتحت ضغط كره حاد لزوجها مع قلة حيلتها وخوفها من الخيانة الجسدية وتألمها نفسيا مما قد يؤدي بها إلي درجة من الإكتئاب , ومع ظهور رجل تحبه سواء كان حقيقيا أو خياليا تبدأ الزوجة في ممارسة الخيانة الفكرية .. تبدأها بشكل محدود ثم تأخذ شكلا أدمانيا يصل بها إلي نوع من الإستمتاع الجسدي العميق حتي وهي في أحضان زوجها.
من أجل ذلك شرع الله الطلاق رغم أنه أبغض الحلال ولكنه هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة العاطفية والجسدية التي تعاني منها كثير من الزوجات , وقد أباحت شريعة الإسلام للزوجة أن تقوم بطلب طلاقها من زوجها وعلي الزوج أن يستجيب لهذا الطلب حتي ولو كان زوجا مثاليا وذلك أكرم له من أن يدع زوجته تخونه فكريا وهذه الخيانة كما أسلفت لا تخشي منها المرأة لآن كلا من الزوج والمجتمع لا يدريان بها فهي داخل فكر وعقل الزوجة وهو الصندوق الذي لا يستطيع كائنا من كان أن يقوم بفتحه ومعرفة ما فيه.
وقد أحسن المشرع المصري حينما أقر قانون الخلع بناء علي سنة سنها الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وآله حينما جاءته إمرأة تريد أن تنفصل عن زوجها رغم أنه ليس به من العيوب ما يجعلها تطلب مثل ذلك الطلب ولكنها أقرت للرسول صلي الله عليه وسلم أنها تريد الطلاق منه ليس لسبب غير أنها تكره إستمرار العشرة معه .. وبفطنة الرسول صلي الله عليه وسلم فهم مراد المرأة وطلب منها أن ترد عليه هداياه وعنئذ طلقت من زوجها.
وبناء عليه ينبغي علي كل زوجة أن تبتعد عن الخيانة بل لا تقرب منها أو من الوسائل المؤدية إليها سواء كانت خيانة جسدية أو خيانة فكرية ولو شعرت بإستحالة العشرة مع زوجها عليها أن تطلب الطلاق ورد جميع هداياه إليه فذلك أكرم لها وصونا لذاتها وبعدا عن إرتكاب إثم كبير تلقي الله به يوم القيامة أقول هذا ولا أستثني الزوج من حرمة الخيانة سواء الخيانة الجسدية أو الخيانة الفكرية فبإرتكابه الخيانة الجسدية يدمر ذاته ويدمر الزوجة ويدمر الحياة الأسرية وهنا يكون أثمه ليس إثما واحدا بل جملة آثام يلقي الله بها مثقلا يوم تقوم الساعة وينصب حساب رب العالمين.