يتأسس الدين علي الأخلاق والحب بين الناس والتقوي والورع وفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. اما السياسة فهي فن الممكن حتي ولو كان هذا الممكن محرما متعارضا مع الدين , من أجل ذلك توصف السياسة بأنها أداة قذرة ولنا في التاريخ الإسلامي عبرة عندما اشتغل خلفاء بني أمية بالسياسة لتثبيت عرش دولتهم الوليدة.
وخير مثال علي ما أقول هو ما كان من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عندما أتي بالحجاج بن يوسف لقمع معارضيه فقتل الآلاف وضرب الكعبة المكرمة بالمجانيق مرتين للقضاء علي عبد الله بن الزبير الذي الذي كان قد بايعه المسلمون بالخلافة مما أدي إلي وجود خلافتين خلافة لعبد الله بن الزبير في الحجاز و مصر وخلافه أخري في دمشق لعبد الملك بن مروان وظل الأخير يحارب عبد الله بن الزبير لينفرد بالخلافه وحده وبدلا من أن يعطيه البيعة أطلق عليه الملعون الحجاج بن يوسف فقتله وعلق جسمانه الطاهر علي عامود خشب بالمدينة.
ونترك الخلافة الأموية بعدما زالت علي يد العباسيين ببطش أبي مسلم الخرساني وكان أول الخلفاء العباسيين هو أبو العباس والملقب بأبي العباس السفاح لأنه سفك دماء زكية بالآلاف من بني امية بعد ما زال ملكهم وبعد أن مات أبو العباس السفاح إستلم الخلافة اخوه أبو جعفر المنصور فسار علي ضرب أخيه ابو العباس السفاح وأمعن في القتل حتي انه قتل من كان لهم الفضل في زوال خلافة بني امية واستتباب الأمر للخلافة العباسية مثل ابو سلمة الخلال وابو مسلم الخرساني الذي قتله الخليفه ابو جعفر المنصور بنفسه بعد حيلة دنيئة.
لا أ ريد أن أطيل في هذا الصدد ولكن أردت أن أبين الفرق بين الدين والسياسة فهما متوازيان لا يلتقيان أبدا ولو كان كذلك لجتمع المطلق مع النسبي أو الثابت مع المتغير وهذا طبعا محال ... لذا وجب علي كل رجل دين أن يبتعد عن السياسة حتي يظل الدين كما أراد له الله أن يكون , مكارم أخلاق وحب وسلام بين الناس وحتي لا يتلوث رجل الدين بجراثيم السياسة ولكي يظل ثوبه أبيضا ناصعا لاتشوبه شائبة وبذلك يظل أسوة وقدوة للخير وللغير.