رواه البخاري، ج1، ص 145.
ورواه مسلم في صحيح مسلم، ج10، ص91.
سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول ، قبل أن يموتَ بشهرٍ " تسألوني عن الساعةِ ؟ وإنما عِلمُها عند اللهِ . وأقسمُ باللهِ ! ما على الأرضِ من نفسٍ منفوسةٍ تأتي عليها مائةُ سنةٍ " . وفي روايةٍ : بهذا الإسناد . ولم يذكر : قبل موتِه بشهرٍ .
.
تخريجات أخري للحديث:
الراوي : جابر بن عبدالله
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2538
.
الراوي : أبو سعيد الخدري
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2539
.
الراوي : أبو سعيد الخدري
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7187
.
الراوي : عبد الله بن عمر
المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 2989
الراوي : جابر بن عبدالله
المحدث : الترمذي
المصدر : سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 2250
.
الراوي : أنس بن مالك
المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 2988
.
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : الطبراني
المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم: 2/353 , و لم يروه عن داود عن عثمان إلا ابن أبي زائدة
.
نقد الحديث من جهة المتن:
يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام: 'وضع العلماء للجرح والتعديل قواعد عنوا فيها بنقد الإسناد أكثر مما عنوا بنقد المتن، فقلَّ أن نظفر بنقد من ناحية ما نسب إلى النبي (ص) لا يتفق والظروف التي قيل فيها. أو أن الحوادث التاريخية والثابتة تناقضه،أو أن عبارته تخالف المألوف في تعبير النبي (ص). ولم نظفر منهم في هذا الباب بعشر معشار ما عنوا به في جرح الرجال وتعديلهم، حتى نرى البخاري على جليل قدره يثبت أحاديث دلَّت الحوادث الزمنية والمشاهدة والتجربة على أنها غير صحيحة، كحديث (لا يبقى على ظهر الأرض بعد مائة سنة نفس منفوسة).
.
وننقل فيما يلي فقرات من النقد الواهي الذي وجهه أحد هؤلاء الأصوليين وهو مصطفى السباعي في كتابه 'السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي' (ص213) إلي الأستاذ أحمد أمين معتبرا كلامه تشكيكاً بالسنّة، مؤثر تثبيت هذه الأحاديث المغلوطة علي النبي (ص) بدلا من نقد البخاري ومسلم. بينما لم يقل أحد من القدامى أن كل ما جاء في البخاري ومسلم كان صحيحاً. ولم يقل أحد أن نقد البخاري يعني نقد السنّة بمفهومها العام.فالبخاري ومسلم رَوَيا مئات الأحاديث عن النبي (ص) ليس فيها سنّة ولا تشريع ولا شيء يفيد المسلمين في دينهم ودنياهم.
.
أما عن حديث (لن يبقى على الأرض بعد مئة سنة نفس منفوسة) فيحاول السباعي أن يغالط في تفسيره، فيقول: 'أن المقصود به هم الناس الذين كانوا في عصر النبي (ص). فإنه لن يبقى منهم بعد مئة سنة نفس حية. وهو تفسير باطل لأن هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري جاء في معرض سؤال وُجّه للنبي (ص) بعد ما رجع من غزوة تبوك، سألوه عن قيام الساعة فقال: 'لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة) (صحيح مسلم، ج10، ص91.). ولو أن الحديث كما يقول السباعي في تفسيره لأصبح الجواب عديم المعنى ولا يتلاءم مع السؤال عن قيام الساعة.
.
وقد وضع ابن القيم الجوزية قواعد لمعرفة الحديث الموضوع من بينها فساد المعنى، وهي الأحاديث التي يكذبها الحس والواقع، أو كان الحديث يخالف الحقائق التاريخية، أو اقترن بقرائن ثبت بطلانها. ويقول: 'إذارأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم انه حديث موضوع '(المنار، ابن القيم الجوزية، ص37 و38، وتدريب الراوي، السيوطي، ص180.).
.
وقد وُجد بين أئمة الفقه القدامى من كانوا ينظرون إلى متن الحديث فينقدونه ويردونه إذا رأوا فيه شذوذاً في المعنى، من دون الالتفات إلى إسناده، لأن الغرض من البحث عن صحة الإسناد هو الوصول إلى صحة المعنى، فإذا كان المعنى فاسداً فيجب رده من دون اعتبار لأي شيء آخر. وكان من أولئك الفقهاء الإمام أبو حنيفة، فكان ينظر إلى متن الحديث فيرده إذا رآه شاذاً أيا كان رواته. والله الأمر من قبل ومن بعد.