كتب المدون / عبد المنعم عمرالخن
شهر رمضان شهر الرحمة والغفران والجود والكرم وهو من الأشهر الحرم فلا يؤذي فيه إنسان سواء في بدنه أو ماله أو سمعه ولكن كثير من الناس في هذا الزمان حولوا شهر رمضان إلي شهر غلاء أسعار وتلوث سمعي ॥ فما يحل الشهر الكريم حتي تجد المنتجين والبائعين ومن يقوم بخدمة من الخدمات تراهم جميعا يرفعون الأسعار الي أضعاف بدون مبرر ॥ هذه الأسعار لا تتناسب مع دخول غالبية أفراد الشعب المطحون. أسعار السلع والخدمات في هذا الشهر المبارك ترهق الأسرة المصرية التي هي مرهقة بأوليات أخري كالايجار بالقانون الجديد للمساكن وأنبوبة البوتاجاز والسولار والبنزين وفواتير المرافق كالكهرباء والتليفون والمياه ويأتي قبل كل ذلك مصاريف العلاج الباهظة التي يتحملها المواطن المصري وخاصة كبار السن الذين يحصلون علي معاشات هزيلة لا تتناسب وأسعار إحتياجاتهم ومتطلباتهم.
ونعود الي شهر رمضان شهر الرحمة والغفران والتقي والأمان ॥ فهل من الرحمة رفع الأسعار الي ضعف ما كانت عليه قبل الشهر الكريم .. أليس لنا في رسول الله صلي الله عليه وآله أسوة حسنة .. أليس هو الرسول الكريم صلي الله عليه وآله القائل في حديثه الصحيح ( رحم الله أمريء إذا باع باع سمحا وإذا اشتري إشتري سمحا وإذا أقتضي إقتضي سمحا ) هل البيع والشراء الآن يدخل في نطاق سمحا .. طبعا لا إنه غصبا وأحتكارا ..
وشهر رمضان شهر الجود والكرم والرحمة والتقي فهل يتقي هؤلاء المنتجين والباعة الله في خلق الله .. في الناس الغلابة الذين طحنهم الفقر المدجع طحنا ويأتي شهر رمضان ويزداد هؤلاء البائعون طحنا في المواطن المصري الغلبان بأسعار باهظة مصطنعة لا يقدر عليها من يريد البقاء علي قيد الحياة .. حسبي ا نعم الوكيل.
نأتي الي مسألة الإزعاج والزحام الذي يصاحبان عادة شهر رمضان .. في هذا الشهر العظيم تكثر الألعاب النارية المزعجة والمقلقة والتي تسبب تلوثا سمعيا خطيرا ثم مكبرات الصوت ذات الذبذبات العالية جدا علي المآذن وهي والحمد لله كثيرة ومتجاورة في مساحة صغيرة وتجد أثنين أو أكثر من مكبرات الصوت أعلي المسجد وخارجه ثم يأتي المقريء ويقيم الآذان ثم يتلو القرآن بصوت جهوري من خلال هذه المكبرات التي لا تحتاج إلي هذا الصوت العالي .. وهذا يؤذي ويضر فئات كثيرة من المواطنين كالمرضي والأطفال الرضع وكبار السن والمعوقين.
وربما سائل يسألني أن هذا آذان الله وكلام الله .. أجاوبه بأن آذان الله وقرآنه لا يؤذي وإنما هو شفاء النفس ودواء القلوب ولكن الإعتراض علي الضجيح الذي تحدثه مكبرات الصوت والذي يتعذر معه سماع آيات الذكر الحكيم بشكل واضح .. فالأصوات تتداخل مع بعضها من خلال كثير من مكبرات الصوت في المربع الصغير الواحد الذي تتجاور فيه المساجد بحيث لا تسمع من خلالها إلا صفيرا وحشرجة .. إن الله يأبي أن يضار إنسان بأذانه أو قرآنه .. كان من الأفضل الإستعانة بسماعات معقولة داخل المسجد وسماعات أخري خارجه إذا لزم الأمر وبذلك يستطيع المصلي البعيد أن يتابع ما يتلي من خلالها في حيز المسجد أو خارجه بقليل من أجل ذلك ينبغي علينا الإستمساك بالوسطية منهجا لحياة أفضل.
وأخيرا أرجو من الله أن يأتي اليوم الذي يعود فيه رمضان بثوبه الجميل ثوب الرحمة والكرم والهدوء وشكرا।