لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- يواظب الكثيرون حول العالم على ممارسة هواية التحليق بالمناطيد، لكن على إثرسقوط منطاد في منطقة وادي الملوك بمصر، الثلاثاء، والذي أدى إلى مقتل 19 شخصاً، كثرت التساؤلات حول المخاطر المترتبة على التحليق بالمناطيد.
ففي مقابلة أجرتها شبكة CNN مع مستشار المناطيد التجارية، فيل دونينغتون، والقائم بمشاريع تتعلق بتقديم الاستشارة وتقييم معايير الأمان والسلامة مع قطاع المناطيد في مصر، أشار إلى أن حادثة المنطاد في مصر ليست الأولى من نوعها في العالم، لكنها تعتبر الحادثة الأسوأ.
وأضاف انها ليست الحادثة الأولى في مصر أيضا، أو حتى في منطقة الأقصر، التي شهدت حادثة منطاد جرح فيها 16 سائح أجنبي، عندما علق في برج للاتصالات عام 2009.
ويقول دونينغتون إنه "من الأرجح أن مصر شهدت أكثر من ستة حوادث خطيرة خلال الخمسة أعوام الماضية،" مؤكدا أن السلطات المصرية تجري تحقيقاً في انفجار المنطاد الأخير وسقوطه.
وأشار دونينغتون إلى أن المنطاد يمثل كيساً ضخماً من النايلون، يملأ بغاز البروبان الحار، إذ كلما ازدادت حرارة الهواء ارتفع المنطاد أكثر، وكلما قل الغاز انخفض ارتفاع طيرانه، كما يتم جرف المنطاد بالريح وفقاً لاتجاهها.
ووصف دونينغتون المنطاد بأنه "الشكل الأول لقدرة الإنسان على الطيران"، إذ شهدت فرنسا انطلاق أول منطاد في العالم عام 1793، ومنذ ذلك الوقت استخدم المنطاد لأغراض الترفيه والسياحة، بالإضافة إلى استعماله للأغراض العسكرية.
وأشار رئيس جمعية طيران المناطيد الدولية، جون كلود ويبر، إلى أن المنطاد يعتبر "من أكثر وسائل الطيران أماناً"، وأضاف "حتى لو نفذ الوقود، يمكن لقائد المنطاد أن يهبط بسهولة، من خلال امتلاء المنطاد بالهواء البارد"، ولكنه أشار أيضاً إلى أن المخاطر الكبرى للطيران بالمناطيد تتمثل في "اندلاع حريق على المنطاد، ويمكن أن يصبح الوضع أسوأ عندما يقفز الركاب عن المنطاد، إذ يخف وزن المنطاد ويرتفع للأعلى، وبالتالي تزداد المسافة التي يمكن للركاب القفز بها من على المنطاد، بالتالي تزداد الخطورة".
كما أشار دونينغتون إلى أن "أكبر مخاوف قائد المنطاد يمكن أن تتمثل في تشابكه مع أسلاك الكهرباء"، كما حصل في الحادث الذي وقع بنيوزلندة عام 2012 والذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً، كما أضاف إلى أن أكبر الحوادث التي شهدها العالم قبل حادثة الثلاثاء في مصر، كان حادث اصطدام منطادين ببعضهما في أستراليا عام 1989، والذي أدى إلى مقتل 13 شخصاً.