الأنشطة في مصر سواء سلعية أو خدمية يفتقر مؤدوها إلي ما يسمي بثقافة الخدمة وهي اسلوب تعامل مع العميل أو طالب السلعة أو الخدمة يتسم بعقيدة ضرورة خدمة هذا العميل بشكل ممتاز وتلبية إحتياجاته ومتطلباته بصورة ترضيه وتحافظ عليه كعميل لدي المنشأة المعينة حتي لا يلجأ الي نشاط منافس فتقل مبيعات منشأته وتقل أرباحها وما يتبع ذلك من انهيار المشروع وتسريح عماله وموظفيه , هذه يا سادة ثقافة تواضع عليها المجتمع الإقتصادي في الغرب فتهيأت لهذه المجتمعات أسباب نجاحها وإزدهارها اقتصاديا.
.
وبناء عليخ تجد الموظف أو البائع أو مؤدي الخدمة كأرباب الحرف والأطباء والمحامين وغيرهم يؤدون خدمات للعميل من منطلق إن هذا هو حقه عليهم وليس منحة منهم كما يحدث عندنا في مصر , وأذا تكلمنا عن ثقافة الخدمة في مصر ستري العجب العجاب , فموظف البنك مثلا يقوم بعمله وهو مستاء ويؤديه للعملاء من منطلق أنه سيدهم وأنه يتجبي عليهم
بهذا العمل بزغم وقوعه تحت ضغط وأن راتبه أقل مما يستحق , لذا تجد العملاء يستعطفونه ويتوسلون له أن يسرع في انجاز ما أتوا من أجله , أما في القطاعات الأخري كالهيئات المهيمنة علي إصدار التراخيص بكافة أنواعها فحدث ولا حرج فمؤدو الخدمة في هذه الهيئات ليس لديهم ثقافة الخدمة
التي نتحدث عنها وإنما لديهم ثقافة من نوع غريب هي ثقافة السلب والنهب , فإذا لم تدفع المعلوم فطلبك معطل الي يوم الدين وإذا دفعت المعلوم فأنت بك أو باشا وطلبك مجاب في التو والساعة.
.
والغريب أن يحدث هذا من أناس يدينون بدين الله بشكل عام ودين الله قد أمرنا بالتقوي والرزق الحلال وأمرنا بإتقان العمل وجعل العمل عبادة تزيد في ميزان حسنات العبد , حتي الكلمة الطيبة في الشريعة حسنة وهذه لا تجدها في من تلجأ إليه لطلب خدمة أو حتي شراء سلعة , فالبائع يبيع
لك السلعة وهو سيدك هذا شعوره علي الأقل ومؤدي الخدمة يعتبرك محتاجا وعلي المحتاج أن يتحمل أو يدفع وهكذا حال الأنشطة في مصر ولا أحد يدرك أن المستهلك في الغرب قد توجهوه ملكا وجعلوه معصوما من الخطأ ,,, أقرأ هذا القانون مثلا والمعمول به في الدول المحترمة:
.
Rule # 1
If you think the customer is wrong go to rule number 2
Fule # 2
the customer is always right
وترجمته:
قاعدة رقم 1
اذا كنت تعتقد أن العميل علي خطأ إذهب الي قاعدة رقم 2
قاعدة رقم 2
العميل دائما علي حق
.
وانظر الي هذا الإستهلال الذي يقابلك به البائع او مؤدي الخدمة في الغرب
Hi, Can help you
أهلا بك هلا تفضلت بالسماح لي أن أقدم لك أي خدمة
طبعا مع الإبتسامة الرقيقة
أما في مصر فتذهب الي محلات مثل عمر افندي أو هانو مثلا فتجد البائعين أو البائعات جالسين وتمر عليهم فلا أحد يعيرك أي إهتمام وكأنك هواء ولا أحد يقف ويبادرك بالتحية ويبدي إستعداده لخدمتك وأذا سألت
أحدهم عن سلعة كقميص داخلي مثلا بادرك أو بادرتك بأن سعرها كذا في حين أنك لم تسأل عن السعر , وقد لا يهمك السعر وكان ينبغي القيام للعميل وتحيته وعند طلبه سلعة ما أن تجيبه عمليا وتعرض عليه كافة الأصناف المتاحة وتشعره بأهميته كعميل للمؤسسة التي تعمل بها كما تشرح له خصائص ومميزات كل صنف من منطلق دراية وخبرة واسعتين بالسلعة التي تبيعها .. الخ ولكن الذي يحدث هو سياسة تقوم علي تطفيش العميل ولما لا ورواتبهم آخر الشهر تقبض غير منقصوصة وربما مزيد
من الحوافز والمكافآت.
.
سياسة تطفيش العميل تنتهجها أكثرية لا تبذل أي مجهود ويوفرون وقتهم
للحديث فيما بينهم عن الكورة او الطبيخ او حماة فلانة أو زوجة فلان أو أشغال الإبرة التي انتشرت بين بائعات محلات القطاع العام , يجوز في محلات القطاع الخاص أو الإستثماري شيء من الإنضباط ولكن ثقافة الخدمة تظل معدومة , ثقافة الخدمة التي تجعل البائع أو مؤدي الخدمة يقوم بخدمتك وهو ر اض و سعيد سواء اشتريت او لم تشتر وليس كما هو الحال عندنا كرم وتفضل من البائع او مؤدي الخدمة تجاه العميل الذي يتعين عليه شكر البائع وتقديم فروض الطاعة له وقبوله بأي جودة أو سعر وللحديث بقية , شكرا لكم أعضاء صفحتي الكرام علي تفضلكم بقراءة هذا الموضوع