دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل السابع عشر/ خلافة علي المكتفي بالله بن المعتضد بالله بن الموفق طلحة)
.
من هو الخليفة علي المكتفي بالله؟...
هو أبو محمد علي المكتفي بالله بن المعتضد بالله بن الموفق طلحة بن المتوكل , وهو الخليفة السابع عشرالعباسي وأمه أم ولد (إصطلاح يعني أنها كانت جارية وأعتقت عندما أنجبت ولد أو أكثر) , وأمه تركيه اسمها جيجك وهو الخليفة العباسي السابع عشر, ولد في بغداد في 1 ربيع الاخر 264هـ الموافق 10/12/877م , وليس في الخلفاء من اسمه علي سوى هذا وعلي بن أبي طالب وليس فيهم من يكنى بأبي محمد إلا هذا ، والحسن بن علي بن أبي طالب والهادي والمستضيء بأمر بالله .
.
سماته وصفاته:
كان خليفة عظيم وكان عهده عهد الانتصارات المتتالية
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): كان معتدل القامة, دري اللون, أسود الشعر, حسن اللحية .
.
توليه الخلافة
بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه المعتضد بعهد منه في 22 ربيع الاخر 289 هـ الموافق 6/3/902م, وكان حينها في مدينة الرقة, وقام الوزير ابو الحسن القاسم باخذ البيعة له.
يقول إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية) ولما أفضت الخلافة إليه كان بالرقة فكتب إليه الوزير وأعيان الأمراء فركب فدخل بغداد في يوم مشهود وذلك يوم الإثنين 8 من جمادى الأولى من سنة 289 هـ , وفي هذا اليوم أمر بقتل عمرو بن الليث الصفار وكان معتقلا في سجن أبيه وأمر بتخريب المطامير التي كان اتخذها أبوه للسجن وأمر ببناء جامع مكانها وخلع في هذا اليوم على الوزير أبو الحسن القاسم ست خلع (هدايا) وقلده سيفا وكان عمره يوم ولي الخلافة خمسا وعشرين سنة وبعض شهر.
.
أعماله:
حين ولي المكتفي كثرت الفتن وانتشرت في البلاد , ففي هذه السنة انتشرت القرامطة بعد موت المعتضد . وكانوا قد ظهروا في نهاية عهده وإنتشروا في بداية عهد المكتفي الذي حاربهم وقاتلهم ببأس وشده, وقتل يحيى بن زكوريه القرمطي سنة 290هـ, وفي سنة 291هـ قتل كل من الحسين بن زكوريه القرمطي وغلامه الذي لقب المطوق بالنور وابن عمه عيسى بن مهوريه, وهؤلاء بحسب جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) من مدعي النبوه فظفر بهم وقتلهم, وقد افسد القرامطة في الارض قتلا ونهبا, ووصل فسادهم الى حد قتل الحجاج واقتلاع الحجر الاسود من الكعبة المشرفة , الأمر الذي جعل المكتفي يبعث إليهم جيوشا كثيرة وأنفق أموالا غزيرة حتى نظف النواحي الشامية منهم في محرم سنة 291هـ، ولكن ذلك لم يكن للمذهب القرمطي , وقد ضعف سلطان هذه الفرقة بالعراق بعد مقتل زكرويه وأولاده وقتل أكثر دعاتهم، ولكن نفى أخطر دعاتهم وهو الجنابي بالبحرين، ولم يكن له في عهد المكتفي كبير عمل، وإنما كانت مصائبه ورزاياه في عهد المقتدر الخليفة القادم.
.
وفي عهد المكتفي انتهت دولة بني طولون بمصر سنة 292هـ على يد العباسيين، كما انتهت دولة الأغالبة بإفريقية على يد أبي عبيد الله الشيعي داعية الفاطميين بالمغرب
وفي عهده وفي نفس السنة زفت جيوش المكتفي بالله أخبار فتح انطاليه (مدينة في تركيا موجودة بهذا الإسم حتي اليوم).
قال جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) زفت للمكتفي أخبار فتح أنطالية وغنم المسلمون منها امولا كثيره
.
حدث في عهده:
قال ابن الأثير وابن الجوزي : وزلزلت بغداد في رجب من هذه السنة 291هـ مرات متعددة ثم سكنت ، ولله الحمد والمنة .
قال ابن الجوزي في " المنتظم " : وفي يوم التاسع من ذي الحجة 291 صلى الناس العصر في زمن الصيف وعليهم ثياب الصيف فهبت ريح باردة جدا حتى احتاج الناس مع ذلك إلى الاصطلاء بالنار ولبسوا الفراء والمحشوات وجمد الماء كفصل الشتاء .
قال ابن الأثير : وكذا وقع بمدينة حمص قال : وهبت ريح عاصف بالبصرة فاقتلعت شيئا كثيرا من نخيلها وخسف بموضع منها فمات تحته ستة آلاف نسمة .
.
وفاة الخليفة المكتفي:
توفي الخليفة المكتفي بالله في بغداد في 12 ذي القعدة 295ه الموافق 13/8/908م, وقد توفي بمرض الخنازير في حلقه, وكانت وفاته متوقعة, وكان والده المعتضد يعلم ان عمر علي المكتفي لن يطول , وفكانت مدته خلافته ست سنوات وستة أشهر و19 يوماً , وهو شاب عمره 31 سنة ونصف تقريبا.
قال أبو بكر الصولي (وهو عالم نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم: الراضي والمكتفي والمقتدر) قال: سمعت المكتفي يقول في علته: والله ما أسى الا على سبعمائة الف دينار صرفتها من مال المسلمين في ابنية ما احتجت إليها وكنت مستغنيا عنها اخاف ان أسأل عنها واني استغفر الله.
وجاء في الدرر السنية وهو مرجع علمي موثق لأهل السنة والجماعة: لما حضرته الوفاة سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر بن المعتضد فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة منها وأحضر القضاة وأشهدهم على نفسه بأنه قد فوض أمر الخلافة إليه من بعده، ولقبه بالمقتدر بالله، ثم مات بعد عدة أيام وكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما، ثم تولى الخلافة المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن المعتضد فجددت له البيعة بعد موت أخيه وقت السحر لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة وعمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وإحدى وعشرون يوما، ولم يل الخلافة أحد قبله أصغر منه.
.
المراجع:
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)
ابن الجوزي في (المنتظم)
أبو بكر الصولي في كتابه (الأوراق)
.
من هو الخليفة علي المكتفي بالله؟...
هو أبو محمد علي المكتفي بالله بن المعتضد بالله بن الموفق طلحة بن المتوكل , وهو الخليفة السابع عشرالعباسي وأمه أم ولد (إصطلاح يعني أنها كانت جارية وأعتقت عندما أنجبت ولد أو أكثر) , وأمه تركيه اسمها جيجك وهو الخليفة العباسي السابع عشر, ولد في بغداد في 1 ربيع الاخر 264هـ الموافق 10/12/877م , وليس في الخلفاء من اسمه علي سوى هذا وعلي بن أبي طالب وليس فيهم من يكنى بأبي محمد إلا هذا ، والحسن بن علي بن أبي طالب والهادي والمستضيء بأمر بالله .
.
سماته وصفاته:
كان خليفة عظيم وكان عهده عهد الانتصارات المتتالية
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): كان معتدل القامة, دري اللون, أسود الشعر, حسن اللحية .
.
توليه الخلافة
بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه المعتضد بعهد منه في 22 ربيع الاخر 289 هـ الموافق 6/3/902م, وكان حينها في مدينة الرقة, وقام الوزير ابو الحسن القاسم باخذ البيعة له.
يقول إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية) ولما أفضت الخلافة إليه كان بالرقة فكتب إليه الوزير وأعيان الأمراء فركب فدخل بغداد في يوم مشهود وذلك يوم الإثنين 8 من جمادى الأولى من سنة 289 هـ , وفي هذا اليوم أمر بقتل عمرو بن الليث الصفار وكان معتقلا في سجن أبيه وأمر بتخريب المطامير التي كان اتخذها أبوه للسجن وأمر ببناء جامع مكانها وخلع في هذا اليوم على الوزير أبو الحسن القاسم ست خلع (هدايا) وقلده سيفا وكان عمره يوم ولي الخلافة خمسا وعشرين سنة وبعض شهر.
.
أعماله:
حين ولي المكتفي كثرت الفتن وانتشرت في البلاد , ففي هذه السنة انتشرت القرامطة بعد موت المعتضد . وكانوا قد ظهروا في نهاية عهده وإنتشروا في بداية عهد المكتفي الذي حاربهم وقاتلهم ببأس وشده, وقتل يحيى بن زكوريه القرمطي سنة 290هـ, وفي سنة 291هـ قتل كل من الحسين بن زكوريه القرمطي وغلامه الذي لقب المطوق بالنور وابن عمه عيسى بن مهوريه, وهؤلاء بحسب جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) من مدعي النبوه فظفر بهم وقتلهم, وقد افسد القرامطة في الارض قتلا ونهبا, ووصل فسادهم الى حد قتل الحجاج واقتلاع الحجر الاسود من الكعبة المشرفة , الأمر الذي جعل المكتفي يبعث إليهم جيوشا كثيرة وأنفق أموالا غزيرة حتى نظف النواحي الشامية منهم في محرم سنة 291هـ، ولكن ذلك لم يكن للمذهب القرمطي , وقد ضعف سلطان هذه الفرقة بالعراق بعد مقتل زكرويه وأولاده وقتل أكثر دعاتهم، ولكن نفى أخطر دعاتهم وهو الجنابي بالبحرين، ولم يكن له في عهد المكتفي كبير عمل، وإنما كانت مصائبه ورزاياه في عهد المقتدر الخليفة القادم.
.
وفي عهد المكتفي انتهت دولة بني طولون بمصر سنة 292هـ على يد العباسيين، كما انتهت دولة الأغالبة بإفريقية على يد أبي عبيد الله الشيعي داعية الفاطميين بالمغرب
وفي عهده وفي نفس السنة زفت جيوش المكتفي بالله أخبار فتح انطاليه (مدينة في تركيا موجودة بهذا الإسم حتي اليوم).
قال جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) زفت للمكتفي أخبار فتح أنطالية وغنم المسلمون منها امولا كثيره
.
حدث في عهده:
قال ابن الأثير وابن الجوزي : وزلزلت بغداد في رجب من هذه السنة 291هـ مرات متعددة ثم سكنت ، ولله الحمد والمنة .
قال ابن الجوزي في " المنتظم " : وفي يوم التاسع من ذي الحجة 291 صلى الناس العصر في زمن الصيف وعليهم ثياب الصيف فهبت ريح باردة جدا حتى احتاج الناس مع ذلك إلى الاصطلاء بالنار ولبسوا الفراء والمحشوات وجمد الماء كفصل الشتاء .
قال ابن الأثير : وكذا وقع بمدينة حمص قال : وهبت ريح عاصف بالبصرة فاقتلعت شيئا كثيرا من نخيلها وخسف بموضع منها فمات تحته ستة آلاف نسمة .
.
وفاة الخليفة المكتفي:
توفي الخليفة المكتفي بالله في بغداد في 12 ذي القعدة 295ه الموافق 13/8/908م, وقد توفي بمرض الخنازير في حلقه, وكانت وفاته متوقعة, وكان والده المعتضد يعلم ان عمر علي المكتفي لن يطول , وفكانت مدته خلافته ست سنوات وستة أشهر و19 يوماً , وهو شاب عمره 31 سنة ونصف تقريبا.
قال أبو بكر الصولي (وهو عالم نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم: الراضي والمكتفي والمقتدر) قال: سمعت المكتفي يقول في علته: والله ما أسى الا على سبعمائة الف دينار صرفتها من مال المسلمين في ابنية ما احتجت إليها وكنت مستغنيا عنها اخاف ان أسأل عنها واني استغفر الله.
وجاء في الدرر السنية وهو مرجع علمي موثق لأهل السنة والجماعة: لما حضرته الوفاة سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر بن المعتضد فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة منها وأحضر القضاة وأشهدهم على نفسه بأنه قد فوض أمر الخلافة إليه من بعده، ولقبه بالمقتدر بالله، ثم مات بعد عدة أيام وكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما، ثم تولى الخلافة المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن المعتضد فجددت له البيعة بعد موت أخيه وقت السحر لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة وعمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وإحدى وعشرون يوما، ولم يل الخلافة أحد قبله أصغر منه.
.
المراجع:
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)
ابن الجوزي في (المنتظم)
أبو بكر الصولي في كتابه (الأوراق)