مقالة للكاتب/ عبد المنعم الخن
تبدأ غدا محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي نظر واحدة من كبري القضايا التي شهدها الوطن بل شاهدها العالم بأسره , وقد قمت بجولة في صفحات التاريخ لأبحث عن محاكمة لريئس دولة أتهم بالعمالة والخيانة لوطنه فلم أجد حتي هتلر وموسوليني لم يكونا خائنين بل كانا وطنيين ولكن بطريقتهم الخاصة التي أرتأوها , والحالة الوحيدة التي سجلت في التاريخ لم تكن تشير إلي خيانة رئيس أو ملك أو خليفة بل أشارت إلي خيانة كارثية لوزير وليس رئيس هو إبن العلقمي , وزير الخليفة العباسي المستعصم وهو بالمناسبة آخر خلفاء العباسيين وهي الخيانة التي أدت إلي إقتحام التتار لبغداد وقتل مئات الآلاف من سكانها بما فيهم الخليفة نفسه وأسرته والخائن إبن العلقمي أيضا وكان ذلك في عام 1258م,
أعود إلي موضوع هذا المقال وأقول أن مصر تنفرد دائما بكل ما هو مستغرب وعجيب , فالأهرامات وغيرها من ثلث آثار العالم أنفردت بها مصر منذ بذوخ فجر التاريخ , ومصر هي الدولة الوحيدة التي أستطاعت وقف زحف التتار وهزيمة جيشهم الجرار ذو البأس والقوة في موقعة عين جالوت في 3 سبتمبر 1260 م , وهي الدولة الوحيدة التي أسرت ملكا لدولة فرنسا هو لويس التاسع في المنصورة بدلتا مصر في عام 1250م , وهي الدولة الوحيدة التي هزمت قوات الامبراطورية العثمانية هزيمة ساحقة في 7 ساعات في معركة قونيه يوم الجمعة 21 ديسمبر 1832.
شعب مصر شعب فريد , ها هو غدا 28 يناير 2014 يحاكم أول رئيس دولة يتهم بالعمالة والخيانة ومعه 130 متهما من قيادات جماعة الاخوان الارهابية والتي أظهرت التحقيقات معهم قيامهم بمخطط إرهابي كان الغرض منه هدم الدولة المصرية ومؤسساتها, حتي تقوم جماعة الإخوان بإعادة تقسيمها علي أساس ديني ووضع الترتيبات الإقليمية بالمنطقة بصفة عامة, وترسيخ نظم جديدة تخدم مصالح تلك الدول الأجنبية, خاصة دولة اسرائيل باقتطاع جزء من الاراضي المصرية بشبه جزيرة سيناء لتوطين الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة.
وأخيرا أشيد بالقرار الحكيم الذي أتخذه سيادة المستشار شعبان الشامي الذي ينظر القضية غدا بالسماح بتواجد الإعلام في قاعة المحاكمة بالإضافة إلي كاميرات التصوير الفضائية المحلية والعالمية ليري العالم كله عدالة وشفافية المحاكمة وكافة المحاكمات التي يناط بها إلي قضاة مصريين مخلصين شرفاء أتسموا بهذا عبر تاريخهم الطويل المزدهر.