صرحت يا وزير الداخلية منذ يومين أن الأماكن الشرطية كلها مؤمنة ولن يستطع أحد من الإقتراب ومن يريد أن يجرب فليقترب , هذا هو كلامك بالنص , وها هم إقتربوا وفجروا وقتلوا وجرحوا وخربوا البشر والحجر أمام مديرية أمن القاهرة , ولا أنت ولا غيرك يستطع القول أن العملية كانت مفاجئة وإذا أعتقدت ذلك فعليك الإستقالة فورا وترك مكانك لغيرك يستطيع حماية البلاد والعباد , فهل تفعلها أم مغناطيس الكرسي يلصقك به ولا تستيطع الحراك.
كفانا سياسة رد الفعل في المعالجات الأمينة وقد نبهت في كثير من كتاباتي علي مدونتي "قراءات وكتابات" نبهت علي ضرورة العمليات الأمنية الإستباقية وللأنصاف يتم بعضها بشكل جيد ولكن هذا القدر الضئيل لا يكفي لمحاربة الإرهاب , افراد الجماعاة الإرهابية يتحتم القبض عليهم جميعا فهم معروفون ومعروف المساجد التي ينطلقون منها وكل يوم جمعة يخرجون من نفس المساجد , لا أدري لماذا لا يتم القبض علي هؤلاء عند تجمعهم وهذا الإجراء ليس مخالفا للقانون بل المخالف للقانون أن نتركهم حتي يتجمعوا ويتكاثروا ويتحركوا ويثيروا الشغب والحرق ثم يتم التعامل معهم بالغاز المسيل للدموع والقبض علي ثلاثة هنا أو خمسة هناك.
هذه إجراءات هزيلة تشجع الإرهابيين علي المضي في مخططاتهم ولا تقضي عليهم ومما يشجعهم أكثر فأكثر بطء التحقيقات مع المقبوض عليهم وطول أمد المحاكمات والأحكام الحريرية التي تصدر بفعل المادة 17 عقوبات التي لابد من التعديل فيها وتمنح للقاضى بعد المشاورة وليست فى اتخاذ القرار بمفردة.
ويحضرني هنا المجزرة التي حدثت في الأسكندرية التي ألقي فيها أحد الإرهابيين الذي كان يرتدي علم القاعدة , ألقي بطفل من أعلي أسطح البنايات في منطقة سيد جابر , ورغم أنه تم القبض عليه وأعترف بجريمته تفصيلا وهذا موثق ومسجل بالصوت والصورة ورغم كل ذلك لم نسمع أن هذا الإرهابي قد تمت محاكمته او حكم عليه طبقا لقانون العقوبات في مادته 86 و 86 مكرر والتي تصل العقوبة فيها لهذا الجرم إلي عقوبة الشنق حتي الموت.