مقالة للكاتب/ عبد المنعم الخن
لكل معركة مفتاح أو كلمة سر , وكانت كلمة السر في الإستفتاء علي الدستور المصري هي نساء مصر العظيمات اللواتي إصطفين في طوابير إمتد بعضها إلي أكث من 2 كيلو متر أمام لجان الإدلاء بالأصوات في مشهد مهيب لم ير العالم مثله حتي في الدول العريقة في الديمقراطية كالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا غربها وشرقها.
إن المرأة المصرية أعطت القدوة الحسنة والنموذج المشرف في التمسك بالحق والشعور بكرامة الذات , إنه حق المشاركة في تقرير مصير وطنها مصر والشعور بالكرامة والزهو بذاتها والتأكيد علي أنها صانعة الأوطان ذات الأعراق , فهي التي تصنع الرجال هؤلاء الرجال الذين تنكروا لها عبر قرون طويلة واستأثروا واستحوذوا علي كل شيء وتركوها مهمشة لا حول لها ولا قوة بعد ما أسسوا لأنفسهم الدولة الذكورية الظالمة.
خروج المرأة بهذه الحشود الكبيرة والأمواج السنامية الكاسحة والحناجر الهادرة بالهتاف لمصر وللدستور وللفريق أول عبد الفتاح السيسي كان بمثابة طبول الحرب علي الجماعة الإرهابية التي أرادت السوء بمصر وتدميرها , وفي ذات الوقت كان حفل زفاف للدستور إلي العروسة الجميلة ذات الحسب والنسب "مصر" التي أحبته وأحبها وسوف يعيشا سويا لبناء مستقبل جديد للشعب المصري الناهض بعد أن أفاق من رقدة العدم طيلة سنة كاملة حكمت فيها طائفة الخوارج المجرمة الإرهابية.
المرأة المصرية عندما خرجت بالملايين لم تكن وحدها بل كان معها أولادها وزوجها وأخوتها وأخواتها وذوي قرباها فكانت بمثابة القائد الذي يقود جيشه إلي معركة المصير .. معركة الدستور , فأبلت البلاء الحسن وقادت المعركة في همة ونشاط دون خوف أو فزع من تهديدات الفئة الضالة الإرهابية فهنيئا لكن يا نساء مصر لقد سطرتن تاريخا مشرفا للمرأة المصرية سيظل يذكره التاريخ ما بقي علي الإرض تاريخ.
وأخيرا أستطيع القول وفي رأي المتواضع لم يكن التصويت بنعم علي الدستور يومي 14 و 15 يناير 2014 من أجل الدستور فقط بل كان بنعم علي الحب والثقة التي يوليها شعب مصر للقائد المخلّص الفريق أول عبد الفتاح السيسي , كما كان مهرجانا للحب والألفة والسلام بين أبناء الوطن الواحد "مصر" ورفضا للفئة الضالة التي مارست الإرهاب عبر تاريخها الأسود الذي أبتدأ في عام 1928 وإنتهي في 3 يوليو 2013 إلي غير رجعة.