قالوا ثورة لأن بعض الشباب النقي أجتمعوا وقرروا النزول إلي ميادين مصر يطالبون بابسط الحقوق الإنسانية وهي العيش والحرية والعدالة الإجتماعية , ولما كان نجاح أي عمل يقاس بنتائح هذا العمل , وإذا نظرنا إلي هذه النتائج نجد انها لا تخرج عن ثلاثة هي:
- نتائح للأحسن وتحقيق المطالب
- لا نتائج ويبقي الحال علي ماهو
- نتائج للأسوأ
واذا طبقنا هذا المفهوم علي نتائج ما يسمي بثورة 25 يناير , نجد أن النتائج كلها جاءت سلبية وعادت بمصر مئات السنين من التخلف والإفلاس المالي والإداري والإفلاس في كافة الشئون . زد علي ذلك الإفلاس الأمني الذي راح ضحيته آلاف القتلي والجرحي وتخريب المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة.
لو كان الشباب الطيب الذي خرج يوم 25 يناير 2011 والذي كان ينادي بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية يدرك أن هذه الطلبات لن تتحقق بل سيخسر المزيد من الحقوق التي كان يتمتع بها وأهمها حق الحياة , ودعوني الآن أسرد نتائج ما يسمي بثورة 25 يناير 2011 علي النحو الآتي:
- ذهب نظام مبارك وجاء نظام آخر من الهاربين من السجون والإرهابيين الذي أمعنوا في قتل وسحل المصريين والتمكين لأنفسهم لتقسيم الوطن لصالح التنظيم الإرهابي الدولي وبالتحالف مع الجماعات الإرهابية المتعددة وبتمويل من أمريكا وقطر وتركيا ورجال أعمال من جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق مخطط أمريكا بشأن تقسيم الوطن العربي تحت لافتة شرق أوسط جديد وتحت ما أسموه ثورات الربيع العربي وهو ما إلا خراب عربي فاضح.
- فيما يتعلق بالطلب الأول العيش: ظل العيش علي حاله من السوء وظلت طوابير المواطنين كما هي بل أزدادت طولا وعرضا وصار علي من يريد الحصول علي بعض الأرغفة الوقوف بالساعات في شكل مأسوي وكان صبرهم علي ذلك من أجل تمكينهم من تحقيق الطلب الثاني وهو "الحرية" وذلك هو السر في طلب العيش أولا , لأنهم أدركوا أن الحرية لا يمكن تحقيفها إلا من خلال ملء البطون .. فالبطون الجائعة لا حرية لها.
- فيما يتعلق بالحرية: أي حرية قد تحققت .. حرية الكلام من خلال الفضائيات أم حرية الكلام علي المقاهي .. هذه الحريات كانت موجودة قبل 25 يناير , ماذا جري بعد 25 يناير؟؟ الإجابة لم يعد لأي مواطن حرية طالما حريته في الحياة قد سلبت بواسطة الجماعات الإرهابية بمسمياتها المختلفة , أصبحت حياة الإنسان ضرب عشواء , يخرج من بيته لا يعلم إن كان هو راجع لأهله أم لا , أصبح الإنسان في مصر يقتل ويخطف وتحرق دوره وتحرق كنائسه ومساحده ومحلاته ومتاجره , الناس تقتل في الشوارع وتدمر وتفجر الأملاك العامة والخاصة ويلقي رجال الشرطة القتل والسحل ويسقطون كالعصافير.
- أما قيما يتعلق بالعدالة الإجتماعية: لم يتحقق شيء وأصبحت العدالة الإجتماعية في مصر كلمات مرادفة للغول والعنقاء والخل الوفي , وهي أشياء معدومة الوجود , أي عدالة إجتماعية وهناك من يعمل ويتقاضي 200 أو 300 جنيه شهريا أو صاحب معاش قدره 60 أو 70 جنيه شهريا وغيره يتقاضي نصف مليون جنيه شهري في مؤسسات بعينها في الدولة ومن خزينة الدولة , وإذا تحدثنا عن ذلك يقولون كفاءات .. أي كفاءات والبلاد في حالة فقر مدجع والشركات والمؤسسات تحقق الخسارة تلو الخسارة أقولها بكل صراحة لو كانت هذه الكفاءات من المستشارين والذين يتقاضون ما يزيد عن 25 مليار جنيه سنوي , لو كانت كفاءات متميزة لكانت مصر أغني من أمريكا إقتصاديا خلال الأربع عقود الماضية ولتحقق المستوي اللائق بمصر, كل ما حدث هو تأسيس وزارة إسمها وزارة العدالة الإجتماعية , هذه الوزارة لا عمل لها ولم تفعل شيئا وكل ما هناك هو تنصيب وزير علي رأس هذه الوزارة مجاملة للقائمين علي امر هذه البلاد ولتكن مرعي خصبا لقطيع المحاسيب والأصدقاء وزملاء الكلية لا أكثر ولا أقل.
وأخيرا أستطيع القول بناء علي ما سمعته وشاهدته من كثير من الناس أن 25 يناير لم تكن ثورة هدفها تبديل نظام حكم فاسد بغيره أكثر فسادا , من أجل ذلك كرهت الناس كلمة ثورة لأن كلمة ثورة لم تحقق لهم شيئا بل كانت مرتعا خصبا للتمويل الخارجي الذي أثري منه كثير من ضعاف النفوس ومن المتحولين من الشباب والإعلاميين وما يسمي بالنشطاء السياسيين , وكل هؤلاء هم الذين كانوا يوما يحترمهم الشعب ويقدرهم., وبات الآن يكرههم ويصب عليهم لعناته.