كتب - صالح أبو مسلم
جاء تأسيس حركة حماس عام 1987م بمثابة الحربة التي قضت علي قضية فلسطين بصراعها الطويل الذي كان قاب قوسين أو أدني من تحقيق السلام وإنشاء الدولة الفلسطينية عبر الرموز الحقيقيين والصادقين من منظمة التحرير الفلسطينية ورمزها القائد البطل ياسر عرفات ومنظمة فتح وما أسهموا به خلال تسعينات القرن الماضي في إبرام الكثير من الاتفاقات مع الجانب الإسرائيلي كان من شأنها أن يحصل الشعب الفلسطيني علي نسبة كبيرة من أرضه وإقامة دولته المشروعة.
وحماس بقياداتها التي سعي أكثرهم إلي تصوير جهادهم وصورايخهم الكرتونية تجاه إسرائيل علي أنها مقاومة من شأنها استرداد الحق الفلسطيني ولكنها وفي الحقيقة أحدثت شرخا وتصدعا في القضية الفلسطينية وممثلها الشرعي الرئيس أبومازن في رام الله بالضفة الغربية من خلال فصائلها المختلفة وأجنحتها العسكرية التي لم تكن عسكرية علي الإطلاق تجاه العدو الإسرائيلي بل كانت عسكرية وتمارس القمع والتشدد علي الشعب الفلسطيني في غزة عندما سعوا إلي تفتيت القضية والطمع في السلطة وليس من أجل القضية الفلسطينية، وتبنوا الإرهاب فقط من أجل ضرب المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لإيقاف عملية السلام حتي أخذت صور إرهابهم علي ذويهم وجيرانهم فأصبحت عليهم حجة وأصبحت في نظر العالم منظمة إرهابية.
كما استطاعت إسرائيل أن تصدر أعمالها وخطفها وقتلها للمدنيين الإسرائيليين بشكل إعلامي جيد ساعد في تعاطف الكثير من شعوب العالم مع إسرائيل مما أضر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وآخرها اختطاف ثلاثة من الشباب الإسرائيليين وقتلهم أثناء مباريات كأس العالم الذي تمكنت إسرائيل من خلاله كسب تعاطف العالم مما خول لها القيام بعملية الاجتياح في غزة الأمر الذي أدي إلي تدمير البني التحتية والكثير من المباني والمقرات الخدمية ناهيك عن سقوط أعداد كبيرة من القتلي والجرحي وتهجير وتشريد الكثير من أبناء غزة خلال شهر رمضان من خلال أفعال قيادات ظلامية جاهلة تعمل لحساب نفسها وحساب منظمة الإخوان الإرهابية من خلال دول كقطر وتركيا لحساب أمريكا والصهاينة في النهاية وليس لحساب القضية الفلسطينية ورجالها المخلصين الأبرار.
ومنذ صدور ميثاق الحركة عام 1988 وهي علي اتصال وعلاقة بجماعة الإخوان المسلمين بمصر التي يرجع علاقتها بها من خلال حركة المرابطون قبل عام 1948، وتمثل كتائب القسام الجناح العسكري للحركة التي طورت نفسها وخاضت معارك لم يكن لها جدوي كبيرة مع الجانب الإسرائيلي منذ عام 2008 كما أنها تدخل في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وقد سبق وفازت بالانتخابات عام 2006 حتي ازدادت شعبيتها وشكلت الوزارة وسيطر قادتها علي الأمور في غزة ودخلوا في صراع مع حركة فتح وسجنوا وقتلوا الكثير من رموزها واغتالوا الكثير من القيادات الفلسطينية التي كانت تعارض أفكارهم التي تعمل لصالح الغير ولا تعمل لصالح فلسطين.
وعن موقفها من الدول العربية فإن الحركة تتعامل مع منظمة الإخوان الإرهابية في كثير من الدول العربية ولذلك فإن الحركة تهاجم جيوش وحكومات تلك الدول وتصدر لها العمليات الإرهابية وتهريب السلاح والمتفجرات بطرق شيطانية ومنها إقامة الأنفاق والتعامل مع كل المنظمات الإرهابية في العالم ومنها تنظيم القاعدة، ومن تلك الدول كانت مصر التي تلقت الكثير من الضربات الموجعة التي استهدفت أراضيها وجنودها واستباحت إقامة الكثير من الأنفاق لتهريب الأسلحة والأفراد والبضائع والسلع المدعمة وعدم احترام المعابر الحدودية الشرعية، ثم قيام عناصرها وقياداتها الإجرامية بفتح السجون وتهريب من فيها من قيادات الإخوان الخطرة بمصر وتهريب الكثير من القيادات الإجرامية من عناصر حماس وحزب الله وغيرها أثناء ثورة يناير والاعتداء بالقتل علي الثوار وحرق مراكز وأقسام الشرطة ودورها اللعين خلال أحداث الثورة وتعاملهم مع الإخوان فترة حكمهم من أجل المساس بالأمن القومي المصري للاستيلاء علي سيناء ثم مساعدتهم للإخوان خلال اعتصامي رابعة والنهضة وغيرها من المظاهرات التي احتوت علي جرائم القتل لرجال الجيش والشرطة وحرق مقدرات ومؤسسات الوطن، وهم يفعلون ذلك بمصر وغيرها من الدول العربية دون أن يذكروا الدور الكبير الذي لعبته مصر عندما ضحت بشهدائها وأراضيها وثرواتها من أجل تلك القضية طوال تاريخها عبر رؤساء مصر منذ عهد الرئيس عبد الناصر، وما فعلته مصر تجاه الدفاع عن تلك القضية أمام المحافل الدولية وما قدمته مصر بقوتها وصوتها المسموع بالعالم من خلال المبادرات المختلفة لوقف الاعتداءات علي الشعب الفلسطيني بسبب أفعال حماس التي تسببت في ضياع الحق الفلسطيني كان آخرها المبادرة التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام العالم الذي تقبل بنودها وشروطها بما فيهم الجانب الإسرائيلي ما عدا حركة حماس التي رفضت المبادرة وتنصلت من بنودها وراحت لتمد أيديها إلي الذين تسببوا قديما وحديثا في ضياع الأرض الفلسطينية والقدس لصالح إسرائيل.
ولهذا فلا أهلا ولا مرحبا بخالد مشعل ولا بعناصر حماس الإجرامية في مصر التي كانت سببا في توجيه العمليات الإرهابية إلي جنودنا واستباحة أراضينا علي هذا النحو، لا أهلا ولا مرحبا بالذين دربوا الكثير من الخلايا الإرهابية بمسمياتها المختلفة للتعامل مع الإخوان في مصر للقيام بالعمليات الغادرة تجاهها، لا أهلا ولا مرحبا بالذين ركبوا السيارات التركية بجانب الشريط الحدودي المصري مع غزة ورفعوا أعلام القاعدة وتوعدوا مصر بمزيد من الضربات، لا أهلا ولا مرحبا بمشعل الذي خان سوريا ومصر بعد الذي قدم له حتي نراه الآن في البلد التي تأوي الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، لا أهلا ولا مرحبا بحماس وقياداتها في مصر بعد أن تسببوا في قتل الكثير من المدنيين من شعب فلسطين الحبيب وهم يعيشون في خنادقهم أو يعيش بعضهم في الفنادق الفاخرة في دول العالم.
إننا وبعد هذا التاريخ المخذي لهذا الفصيل نطالب قياداتنا في مصر بألا يتم السماح لهؤلاء شرف القدوم إلي مصر لأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم ولا يحب الشعب أن يراهم مرة أخري في مصر بعد كل ما قدموه خلال تاريخهم الأسود وفي نفس الوقت نطالب قياداتنا الوفية والمخلصة لكل شبر عربي في بلداننا العربية ببذل المزيد من الجهد لصالح الشعب الفلسطيني لاسترداد أرضه عن طريق الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وعلي رأسه الرئيس أبومازن