اعتاد الناس النظر إلى ولادة الطفل كبداية جديدة.
قدّم بحث جديد دلائل قوية على أن نمط حياة الوالدين يمكن أن يؤثر على صحة الأطفال المستقبلية وليس فقط الجينات، وأن تأثير نمط الحياة لا يتعلق بوقت الإخصاب والحمل فقط، بل بوقت سابق عليه.
نشرت مجلة "ساينس" نتائج البحث الأسترالي الذي أشرفت عليه البروفيسورة سارة روبرتسون من جامعة أديلايد، ويعتبر من الأبحاث المثيرة، حيث تفيد نتائجه أن تأثير تاريخ الوالدين يشمل نمط حياة الأبوين حتى عندما لا يتضمن ذلك مؤثرات من الجينات.
وقالت البروفيسورة روبرتسون: “في الأعوام الـ 5 الأخيرة بدأنا فهم آليات حدوث هذا التأثير، وفي الدراسة الأخيرة وجدت النتائج أنه حتى قبل الحمل إذا كان أحد الوالدين في صحة سيئة قد يوهب ذريته هذه الحالة الصحية".
على سبيل المثال إذا كان أحد الوالدين يعاني من البدانة قد يزيد ذلك من مخاطر الأمراض الاستقلابية لدى الطفل، مثل أمراض القلب والسكري والأوعية الدموية. وقد لاحظ فريق البحث أيضاً أن القلق والخلل المناعي يمكن أن ينتقلا إلى الأبناء.
وعلّقت روبرتسون: “اعتاد الناس النظر إلى ولادة الطفل كبداية جديدة، لكن الحقيقة لا يمكن القول أن الطفل يبدأ من الصفر تماماً، فالطفل يحمل بالفعل إرثاً من التجارب يمكنه أن يشكل عملية نمو الطفل أثناء الحمل وبعده".
وتتزايد الأدلة العلمية التي تشير إلى أن الآباء يلعبون دوراً كبيراً في صحة أبنائهم، ومنها دراسة نُشرت مؤخراً تفيد بأن الأطفال الذين يولدون لآباء يعانون السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.