بحث داخل الموقع

يوليو 30، 2014

لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا


 

بقلم مصطفي بكري

تتصاعد أحداث العدوان الصهيوني علي غزة يوما بعد يوم، يسقط العشرات ويصاب المئات من أهلنا في القطاع، تهدم البيوت علي ساكنيها بفعل الضربات الصاروخية وغارات الطائرات التي تقتل ولا تفرق بين الصغار والكبار.. غزة تحترق، والعالم صامت، إنه ليس الحريق الأول ولن يكون الأخير، لقد أصبحت غزة مستباحة لآلة الحرب الصهيونية في ظل تواطؤ دولي وإقليمي مريب.

لن أتحدث عن الأسباب، ولا عن المسئولية، لن أنكأ جروحًا غائرة، ولن أذكَّر بمواقف حماس التي قتلت شبابا وجنودًا مصريين بدم بارد.أنا هنا أتحدث عن الفلسطينيين الأبرياء، عن شعب يرزح تحت الظلم والاحتلال الحمساوي، وفي نفس الوقت يعاني ويلات الارهاب الصهيوني.. هذا الشعب الشقيق لا يمكن أن يؤخذ بجريرة حماس، أو يحاسب علي أفعالها، فكثير منهم يعانون الأمرين من فرع جماعة الإخوان الارهابية في غزة.

 الشعب هو الذي يتلقي الضربات، وليس هؤلاء الذين سكنوا فنادق قطر وتركيا، الشعب الصامد هو الذي يتحمل العناء دفاعًا عن التراب وعن الأرض.. إن أحدًا لن يزايد علي موقف مصر، ولا موقف الرئيس السيسي، ولا موقف قواتنا المسلحة التي ناشدها وناشد نخوتها خالد مشعل من فنادق قطر، هذا الجيش المصري العظيم الذي اتهم وأهين وقُتل أبناؤه علي يد هؤلاء المارقين الذين نسوا القضية وكشفوا عن وجوههم وارتضو لأنفسهم أن يأتمروا بأوامر مرشد الجماعة الارهابية محمد بديع.

 إن الجيش المصري العظيم وقائده العام الفريق أول صدقي صبحي قرر ارسال خمسمائة طن من الأغذية إلي أشقائنا في غزة، في تأكيد جديد علي أن شعب فلسطين هو جزء من كيان الأمة، وإن علاقة الشعبين المصري والفلسطيني ستبقي خالدة أبد الدهر رغم المؤامرات والتطاول الذي يرتكب ضد مصر من بعض من باعوا القضية لحساب الجماعة الاخوانية. منذ بداية العدوان وقبله.

 مصر تبذل الجهود من أجل وقف المؤامرة الجديدة علي شعبنا في غزة، وبعد اختطاف الجنود الصهاينة الثلاثة وقتلهم أدركت القاهرة أن الأمر جد خطير، ولذلك أرسلت رئيس المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي في محاولة حثيثة لوقف العدوان، إلا أن كافة الجهود ذهبت سدي في هذا الوقت!! لقد كانت الجهود التي بذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي سببا رئيسيا وراء وقف الغزو البري الاسرائيلي لغزة، بعد أن حذرت القاهرة من مغبة هذا العدوان وأثاره التي سوف تهتز لها المنطقة بأسرها.

إن أحدا لن يستطيع أن يشكك في موقف مصر، وهو موقف مبدئي ليس وليد التو واللحظة، بل هو موقف تؤكد عليه صفحات ناصعة في تاريخ القضية الفلسطينية والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب والجيش المصري دفاعا عنها.. إن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي بالاساس، ومن ثم فإن ما يجري علي أرض غزة مرتبط بأمن مصر وأمن سينا، كما أن تحرك مصر العاجل والسريع منذ بداية الأزمة لم يكن فقط دفاعا عن غزة وفلسطين وانما أيضا دفاعا عن مصر وأمنها القومي.

 إنني لن أتحدث عن هؤلاء المارقين الذين استغلوا حدث غزة ليتطاولوا علي مصر ويحرقوا صور رئيسها جنبًا إلي جنب مع صور حرق العلم الاسرائيلي، فهؤلاء خونة لمصر ولفلسطين سواء كانوا داخل مصر أو خارجها، ولكن القضية الأهم هي كيف يتم وقف العدوان وبدء الطريق من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. إن قضية فلسطين هي القضية المركزية للعرب جميعًا، ومن ثم كنت أتمني أن يسارع القادة العرب بعقد قمة فورية تبعث برسالة للعالم بأسره وللأمم المتحدة تطالب فيها بوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وفي المقدمة منها حقه في إقامة دولته المستقلة علي ترابه الوطني.

 إن الدماء الطاهرة التي سالت علي أرض غزة، وكل شبر من أرض فلسطين تنادي الأمة بأسرها والرأي العام بأن يتدخل لوقف العدوان ووضع حد للكارثة الانسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والمجد للشهداء، والعار للمتأمرين والخونة