منذ يومين غرقت أحياء بالأسكندرية في مياه المجاري وياليتها كانت مياه الأمطار لكان الخطب قليل الوزر ولكان الحدث متاح العذر.
إن الذي حدث في الأسكندرية العاصمة الثانية لمصر المحروسة وأجمل شواطيء البحر الأبيض المتوسط بين قوسين "بعتبار ما كان" إن الذي حدث لهذه المدينة التي يقطنها أكثر من سبعة ملايين نسمة لهو مهزلة وكارثة وعار وشنار علي كل مسئول عن هذه المدينة كما هو عار وشنار علي النظام المصري بأكمله.
عاشت أحياء بأكملها في الأسكندرية مثل حي سيدي بشر وميامي وغيرها في كارثة حيث فاجأت مياه المجاري الأهالي داخل بيوتها ووصل منسوب هذه المياه القذرة إلي مراتب ومخدات وثلاجات وأجهزة الناس فأتلفتها وعاش الأهالي في مستنقع رهيب وباتوا ليلتين من أسوأ ليالي العمر.
والسؤال الأن والذي يطرح نفسه وبقوة .. لماذا كتب علي المصريين أن يعيشوا الكوارث بين إرهاب المضلين والمضلات وإرهاب المحافظين والمحليات؟
الإجابة علي هذا السؤال تجده عند هؤلاء الذين يقبعون في معبد المحليات في كل المحافظات , يعبدون المال ويحبونه حبا جما من دماء المصريين أصحاب الحاجات , أجلسوهم علي مكاتبهم كما أجلّست الأصنام في الكعبة المشرفة قبل ظهور الأسلام مع فارق كبير هو أن الأصنام كانت لا تنفع ولا تضر أما أصنام المحليات فهي لا تنفع ولكن تضر أشد الضرر , وكما كان لأصنام الكعبة كبيرهم ويسمي "مردوخ إله الآلهة » فإن لمعبد المحليات كبيرهم أيضا ويسمي "محافظ دوخ إله الفساد" وتعني دوخ حتي تطلع روحك من جسدك.
إن أولئك الأصنام المرصوصة في المحليات هي بعينها الأصنام التي كانت في الكعبة المشرفة مع فارق المكان , فالكعبة مشرفة أما معبد المحليات فلا شرف له من بعيد أو قريب.
لكي نعيد لمدن مصر وجهها الجميل بشكل عام وللأسكندرية بشكل خاص نحتاج لثورة , ما دمنا في مهرجان الثورات لتحطيم أصنام المحليات , هذه الأصنام المجسدة في أناس كفرة فجرة يأكلون أموال ضرائب الشعب الغلبان بالباطل , تبا لهم وإلي جهنم التي وقودها الناس والحجارة.
يا معشر المحليات أنتم الناس والحجارة التي هي وقود جهنم وبأس المصير لأنكم تضرون بالناس ولا تخافون رب الناس ولا تنتمون إلي الإنسانية بأي مقياس , أنتم جميعا وحبركم الأعظم محافظ الأسكندرية طارق المهدي كارثة وسرطان منتشر في جسد من كانت يوما عروسا للمتوسط وقرة عينه , سوف تقبعون في مستنفع التاريخ كما عيّشتم الناس في مستنقع المجاري.
الفاسدون والفاسدات والمخربون والمخربات في ما يسمي بالمحليات لم يكن لديهم "إدارة للأزمات" وهنا تقبع المشكلة , كل شيء يدار عشوائيا , لا دراسة ولاخطة ولا متابعة فقط رشاوي ومطالبات بزيادة الرواتب والأجور ليزيدوا من معاناة الناس وبؤسهم.
إن الإضرار بالناس لهو خطية كل مسئول سيمثل أمام الله بخطيته يوم لا تنفع رشوة ولا محسوبية ولا منصب ولا جاه.