ستقرأون في هذا الفصل الـ 23 كيف كان الخليفة العباسي الثالث والعشرون والملقب بالمطيع لله , مطيعًا بحق، وجديرا بإسمه , وكان أداة طيعة في أيدي البويهيين يأمرونه
فيطيع، ويحقق لهم كل ما يريدونه منه. كما يعتبر عهد الخليفة المطيع وابنه الطائع من بعده من اضعف العهود بسبب سيطرة الشيعة حيث ازداد نفوذ البويهيين الشيعة في بلاد فارس والعراق, والعبيديين الشيعة في المغرب العربي ومصر والحجاز, والقرامطة الشيعة في شرق الجزيرة العربية. تابعونا
فيطيع، ويحقق لهم كل ما يريدونه منه. كما يعتبر عهد الخليفة المطيع وابنه الطائع من بعده من اضعف العهود بسبب سيطرة الشيعة حيث ازداد نفوذ البويهيين الشيعة في بلاد فارس والعراق, والعبيديين الشيعة في المغرب العربي ومصر والحجاز, والقرامطة الشيعة في شرق الجزيرة العربية. تابعونا
.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل الثالث والعشرون/ خلافة أبي القاسم الفضل بن المقتدر بن المعتضد الملقب بالمطيع لله)
.
من هو الخليفة المستكفي بالله؟...
هو ابو القاسم فضل بن جعفر المقتدر بن احمد المعتضد , وهو الخليفة العباسي الثالث والعشرون, والملقب بالمطيع لله , وقد كان أسما علي مسمي , حيث كان مطيعا بحق ,ولد في بغداد في عام 301ه الموافق 911م وتوفي في واسط عام 364ه الموافق 974م, ودفن في بغداد وامه هي مشغلة الصقلبية, ودامت خلافته من عام 334ه الموافق 946م الى ان تنازل لابنه الطائع بسبب ظروفه الصحية في عام 363ه الموافق 974م, ويعتبر عهد الخليفة المطيع وابنه الطائع من اضعف العهود بسبب سيطرة الشيعة حيث ازداد نفوذ البويهيين الشيعة في بلاد فارس والعراق, والعبيديين الشيعة في المغرب العربي ومصر والحجاز, والقرامطة الشيعة
في شرق الجزيرة العربية.
.
صفاته:
كان مطيعًا بحق، وجديرا بإسمه , وكان أداة طيعة ي أيدي البويهيين يأمرونه فيطيع، ويحقق
لهم كل ما يريدونه منه.
.
توليه الخلافة:
ذكرنا في الفصل الثاني والعشرون من الباب الثاني - الخلافة العباسية , أنه لما قدم معز الدولة بغداد وقبض على المستكفي وسمل عينيه (أي فقع عينيه)، استدعى أبي القاسم الفضل بن المقتدر بالله، وقد كان مختفياً من المستكفي وهو يحث على طلبه ويجتهد، فلم يعثر عليه , وتذكر بعض المراجع إنه اجتمع بمعز الدولة سراً فحرضه على المستكفي حتى كان من أمره ما كان، ثم أحضره وبويع له بالخلافة ولقب بالمطيع لله، كما بايعه الأمراء والأعيان والعامة في 22 جمادى الاخرة 334ه الموافق 29/1/946م, بعد خلع الخليفة المستكفي بالله.
.
وفي عهده ضعف أمر الخلافة جداً حتى لم يبق للخليفة أمر ولا نهي ولا وزير أيضاً، وإنما يكون له كاتب على أقطاعه، وإنما الدولة ومورد المملكة ومصدرها راجع إلى معز الدولة، وذلك لأن بني بويه ومن معهم من الديلم كان فيهم تعسف شديد، وكانوا يرون أن بني العباس قد غصبوا الأمر من العلويين، حتى عزم معز الدولة على تحويل الخلافة إلى العلويين واستشار أصحابه فكلهم أشار عليه بذلك، إلا رجلاً واحداً من أصحابه، كان سديد الرأي فيهم، فقال: لا أرى لك ذلك .. قال: ولم ذاك؟
قال: لأن هذا خليفة ترى أنت وأصحابك أنه غير صحيح الإمارة، حتى لو أمرت بقتله قتله أصحابك، ولو وليت رجلاً من العلويين اعتقدت أنت وأصحابك ولايته صحيحة، فلو أمرت بقتله لم تطع بذلك، ولو أمر بقتلك لقتلك أصحابك, فلما فهم ذلك صرفه عن رأيه الأول، وترك ما
كان عزم عليه للدنيا لا لله عز وجل.
.
ثم نشبت الحرب بين ناصر الدولة بن حمدان وبين معز الدولة بن بويه، فركب ناصر الدولة بعدما خرج معز الدولة والخليفة إلى عكبرا، فدخل بغداد فأخذ الجانب الشرقي ثم الغربي، وضعف أمر معز الدولة والديلم الذين كانوا معه، ثم مكر به معز الدولة وخدعه حتى إنتصر عليه وانتصر أصحابه فنهبوا بغداد وما إستطاعوا نهبه من أموال التجار وغيرهم، وكان قيمة ما أخذ أصحاب معز الدولة من الناس عشرة آلاف ألف دينار، ثم وقع الصلح بين ناصر الدولة ومعز الدولة, ورجع ابن حمدان إلى بلده الموصل، واستقر أمر معز الدولة ببغداد.
.
حدث في عهده:
في سنة 334هـ كثر الوباء في الناس حتى كان لا يدفن أحد أحداً، بل يتركون على الطرقات فيأكل كثيراً منهم الكلاب، وبيعت الدور والعقار بالخبز، وانتجع الناس إلى البصرة فكان منهم من مات في الطريق، ومنهم من وصل إليها بعد مدة مديدة.
.
وفي نفس السنة 334هـ توفي محمد بن طغج الإخشيدي المؤسس الأول للدولة الإخشيدية في مصر, وكانت وفاته بدمشق. وعندما توفي أوصى لابنه أبو القاسم انجور بالخلافة الذي كان صغيرا فكان وصيه هو أبو المسك كافور الاخشيدي الذي حافظ علي ممتلكات الدولة الاخشيديه وقام بتوسيعها.
.
في سنة 335هـ استولى ركن الدولة على الرى وطبرستان وجرجان
وفي نفس السنة تم تبادل الأسري مع الروم
قال ابن الاثير في كتاب (الكامل في التاريخ): كان الفداء (معناه تحرير الأسري مقابلَ تحريرِ مثلِهم من الأسرى عند الأعداء بالثغور) بين المسلمين والروم على يد نصر الثملي أمير الثغور لسيف الدولة بن حمدان وكان عدد الأسرى المسلمين ألفين وأربعمائة وثمانين أسيرًا من ذكر وأنثى وبقي للروم على المسلمين مائتان وثلاثون أسيرًا لكثرة من معهم من الأسرى فوفاهم ذلك سيف الدولة (أي دفع فدية لتحريرهم) .
.
وفي سنة 336هـ استولى "معز الدولة" على البصرة
.
وفي سنة 339هـ كانت أهم الأحداث في عهد الخليفة المطيع لله وهي اعادة الحجر الاسود إلي مكانه حيث كان من اكبر جرائم القرامطة هو قلع هذا الحجر الاسود من موضعه في عام 317هـ , مستغلين الفتن التي كانت في بغداد في ذلك العام حينما خلع القاهر الخليفة المقتدر بالله ثم عاد المقتدر بالله للحكم في نفس العام, وبقي هذا الحجر معهم مدة 22سنة حيث اعيد في عهد المطيع في عام 339ه.
.
منصب قاضي القضاة في عهد المطيع:
ذكر جلال الدين السيوطي قصة تولية المطيع لابو حسن الهاشمي منصب قاضي القضاة, فذكر نصب تولية الخليفة, ثم عمل مقارنه سريعة بين هذا المنصب في عهد المطيع وهذا المنصب في عهد الخلفاء العباسيين في مصر, وان منصب قاضي القضاة في زمن الخلفاء العباسيين في بغداد اقوى من منصب السلطان في عهد الخلفاء العباسيين في القاهرة, كذلك في عهد الخلفاء العباسيين في بغداد كان واحد يحمل لقب قاضي القضاة في كل الدولة, اما في عهد الخلفاء العباسيين في مصر فيحمل هذا اللقب 4 في كل بلد على عدد المناهج الفقهية الاربعة.
.
وفاة المطيع لله:
ظل بالخلافة الى ان اشتد عليه الفالج (الشلل) فتنازل عن الخلافة لابنه عبد الكريم الطائع في 13 ذي القعدة 363ه الموافق 5/8/974م، ووصلت مدة خلافته لتسع وعشرين سنة وعدة أشهر, ومات الخليفة المطيع الذي لقب بعد تنازله بالشيخ الفاضل بعد حوالي شهرين في 13 محرم 364ه الموافق 3/10/974م.
.
المراجع:
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
ابن الاثير في كتابه (الكامل في التاريخ)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)