بحث داخل الموقع

أغسطس 23، 2014

بحجة الانتقام لتصفية قيادييها صحيفة: حماس تكثف الإعدامات للتغطية على الخلافات الداخلية



 عزا مراقبون محليون تصفية حماس لعدد كبير من "العملاء" في الفترة الأخيرة إلى رغبة قيادة جناحها العسكري "كتائب القسام"، في وقف موجة الانتقادات الداخلية ضد إصرارها على التصعيد ورفض التهدئة، رغم ما حملته المبادرة المصرية من مكاسب للحركة وللقطاع ككل.


قيادات الذراع العسكرية تمسك بزمام الأمور داخل حماس والوجوه السياسية لم يعد لديها أي تأثير في قرارات الحركة الإسلاميةوبعد إعلان مقتل قيادييها الثلاثة في قصف إسرائيلي، قادت "كتائب القسام" حملة ميدانية كبيرة اعتقلت بموجبها عدداً كبيراً ممن تسميهم "عملاء" وأجرت لهم محاكمات عاجلة وأعدمت ثلاثة في اليوم الأول، ثم ضاعفت العدد مراراً الجمعة ليصبح 18.

وبحسب صحيفة العرب اللندنية اليوم السبت، لفت المراقبون إلى أن أكثر الغاضبين على سياسات حماس هم من الجناح السياسي للحركة الذين يعارضون أسلوب الهروب إلى الأمام، الذي تعتمده القيادة العسكرية، التي تعيش بطبعها في الأنفاق وبعيداً عن مشاغل أهل القطاع ومطالبهم.

وأوضحت الصحيفة، أن مراقبين وعناصر غاضبة من داخل الحركة أكدوا أن عمليات الإعدام لم تحتكم إلى محاكمات بل قرارات فوقية من قيادات "القسام" لتبدو انتقاماً لمقتل القياديين الثلاثة، بقطع النظر عن غياب الأدلة والتحقيقات المتأنية وسماع المتهمين أو الشهود المحايدين.

ولفت هؤلاء إلى أن أقارب الذين تمت تصفيتهم في "محاكمات ثورية" أجبروا على التبرؤ منهم في العلن، وإضفاء شرعية على قرار الإعدام، وذلك خوفاً من أن يتم اعتبارهم "عملاء"، وتمت تصفية الرجال منهم على وجه الخصوص.

تسريبات من الحركة
وتقول تسريبات من محيط حماس إن قيادات الذراع العسكرية أمسكت بقرار الحركة، وإن الوجوه السياسية مثل مشعل أو هنية أو مرزوق، لم يعد لها أي تأثير في قرارات الحركة، وإن قيادات من الصف الثاني أصبحت تتخوف على مصيرها بعد تصفية القيادي السابق أيمن طه مع بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع.

وكانت حماس أعلنت أن القيادي السابق أيمن طه قد قتل في قصف إسرائيلي، لكن شهود عيان قالوا إن تصفيته تمت برصاصات في الرأس والصدر وإن مسلحين ألقوا بجثته أمام مستشفى الشفاء في غزة، بعد نحو سبعة أشهر على احتجازه من قبل كتائب القسام.

ولم يستبعد مراقبون أن تكون تصفية طه مع بدء الهجوم الإسرائيلي رسالة إلى "المعارضين" لتوجهات القسام مفادها أنها لن تتوانى في إعدام أي شخص مهما كان وضعه التنظيمي أو العائلي (وطه ابن أحد القيادات التاريخية في حماس).