حدث جلل وخطب فادح ذلكم النبأ الحزين في اليوم الحزين نبأ إستشهاد سعادة المستشار هشام بركات النائب العام والبطل الهمام وصاحب الفضل والبركات , إسم علي مسمي في شهر البركات , هو الذي لم يخش في الحق أنس ولا جان إلا من رب العزة الرحيم المنان , لقد أورث هذا النبأ حزنا كبيرا في قلب كل مصري , ولما لا وهو نائب الشعب؟ , وإن شئت قل وكيل الشعب أو محامي الشعب يدافع عنه من أجل أمنه وسلامته ويقتص ممن يعتدي عليه جزاءً وفاقاً , ويقيم الوزن بالقسط ولا يخسر الميزان.
.
من أجل ذلك أدعو للشهيد سعادة المستشار هشام بركات بوافر الرحمة وواسع المغفرة وأحسبه عند الله شهيدا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا , وأعزي أسرة الشهيد متمنيا وراجيا من الله أن يلهمهم الصبر الجميل إذ هو الآن في دار خير من دارنا , ومقام خير من مقامنا حي يرزق في جنات النعيم التي أعدت للمتقيين ينعمون فيها بجنات النعيم , فيا حبذا دار ويا نعم مقام , ولله ما أعطي ولله ما أخذ.
.
وأعزي زملاء الشهيد من الأسرة القضائية وأقول لهم: يا قضاة مصر الأجلاء إن كان هشام قد إصطفاه ربه إلي جواره , فكلكم هشام تحملون رايته وتسيرون علي منهجه , منهج الحقوق قصاص , فانتم لهذه الرسالة لبعوثين ولهذه المهمة لقادرين , ذلك أنكم لستم كأحد من الرجال , لقد أوكل الله لكم الحكم علي الأرض وأنتم الأوحدون الذي خول لكم الله إزهاق الروح بالحق , من أجل ذلك أنتم متميزون وعلي الله متوكلون , فتوكلوا علي الله وأكملوا المسيرة التي بدأها الشهيد سعادة المستشار هشام بركات من أجل مصر ومن أجل القضاء علي الإرهاب الأعمي , وخذوا بثأر كل مصري طالته يد الغدر من قبل الفئة الباغية التي لا دين لها ولا وطن ولا حتي قيد أنملة من إنسانية أو ضمير , توكلوا علي الله فمن يتوكل علي الله فهو حسبه ومن كان الله حسبه فقد كفاه.