مصر هذه الأيام تعيش عيدين , عيد ميلاد أشرف الخلق محمد بن عبد الله أرسله الله برسالة الحق ليخلص الناس من عبادة الأوثان ويرشدهم إلي عبادة
الواحد الرحمن ولأن الله وصفه بالخلق العظيم فقد بلغ الرسالة وأدي الأمانة وتمم مكارم الأخلاق , والأخيرة جاءت في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) والذي رواه أبو هريرة وتحدث به إبن باز في مجموع فتاوي إبن باز برقم : 215/2 (صفحة 215 جزء 2) , أقول لقد أدي النبي صلي الله عليه وسلم الرسالة بكل يسر ولين بعيدا عن الصلف وغلظة القلب (فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا عليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين) آية 159 من سورة آل عمران.
الواحد الرحمن ولأن الله وصفه بالخلق العظيم فقد بلغ الرسالة وأدي الأمانة وتمم مكارم الأخلاق , والأخيرة جاءت في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) والذي رواه أبو هريرة وتحدث به إبن باز في مجموع فتاوي إبن باز برقم : 215/2 (صفحة 215 جزء 2) , أقول لقد أدي النبي صلي الله عليه وسلم الرسالة بكل يسر ولين بعيدا عن الصلف وغلظة القلب (فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا عليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين) آية 159 من سورة آل عمران.
.
واليوم 25 ديسمير 2015 تحتفل مصر ومعها العالم الغربي بعيد ميلاد السيد المسيح إبن مريم , تلك الطاهرة العذراء والوحيدة التي ولدت ميلادًا بتوليًا. بمعجزة لم تحدث من قبل. ولم ولن تتكرر , وقد خصها الله سبحانه بسورة في قرآنه الكريم إذ هي السورة الوحيدة التي تحمل إسم إمرأة من ضمن 114 سورة يضمها القرآن الكريم , كما أن الله طهرها واصطفاها ثم إصطفاها علي نساء العالمين في قوله سبحانه (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله أصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين) سورة مريم آية 42 , ويلاحظ أن تكرار "اصطفاك" هنا جاءت للتأكيد والتوكيد , فكيف بالذي أمه مريم لا نحتفل بذكري ميلاده المعجزة المجيد؟ , ثم أننا أمرنا من رب العالمين أن نقر ونؤمن بكافة الأنبياء والمرسلين أمر من العزيز الحكيم يلزمنا طاعته ليوم الدين.
.
هذا علي المستوي الديني , أما علي المستوي الوطني فأننا هنا في مصر نعيش أخوة مصريين متحابين منذ أربعة عشر قرنا ويزيد , لا يفرقنا مذهب أو دين , فالدين لله والوطن للجميع شاء من شاء وأبي من أبي , أنك لا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحي من حيث الشكل والسمات والعادات فالكل مصري سماره مصري , بياضه مصري لهجته في الجنوب مصري وفي الشمال مصري.
.
إن ما نراه الآن ونسمعه من نشاز بشان بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد بغرض إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ما هو إلا نتاج الفكر الوهابي التكفيري الذي هبط علي مصر منذ سبعينات القرن الماضي , هذا الفكر المتشدد التكفيري هو صانع الأزمات في كل البلاد التي أنتشر فيها , وهذا الأمر شرحه يطول ومن غير المأمول أن أطيل وأشق علي القاريء الكريم , ودعوني أعيد التهنئة بهذه الأيام المباركة , أيام فيها ذكري الإيمان وفيها عظمة التاريخ وعطر الأزمان.