نتابع رحلة المآسى من كتب الحديث والسير والتفاسير - حديث (صحيح مسلم - باب ندب من رأى امرأة فوقعت فى نفسه إلى أن يأتى امرأته أو جاريته فيواقعها)
نص الحديث الشاذ:
{إن المرأةَ تقبلُ في صورةِ شيطانٍ ، وتدبرُ في صورةِ شيطانٍ ، فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهلَه . فإن ذلك يرد ما في نفسِه . وفي روايةٍ : أن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رأى امرأةً . فذكر بمثلِه . غيرَ أنه قال : فأتى امرأتَه زينبَ وهي تمعسُ منيئةً. ولم يذكرْ : تدبرُ في صورةِ شيطانٍ}.
الحديث من (صحيح مسلم - باب ندب من رأى امرأة فوقعت فى نفسه إلى أن يأتى امرأته أو جاريته فيواقعها) "حدثنا عمرو بن علي, حدثنا عبد الأعلى, حدثنا هشام بن أبى عبد الله, عن أبى الزبير, عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهى تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل فى صورة شيطان وتدبر فى صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما فى نفسه".
تخريجاته وخلاصة حكم المحدث كما جاءت بها الكتب:
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1403 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الطبراني
المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم: 3/34 خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام تفرد به مسلم
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : ابن القطان
المصدر : أحكام النظر الصفحة أو الرقم: 156 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : أبو داود
المصدر : سنن أبي داود الصفحة أو الرقم: 2151 خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني
المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2151 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : ابن العربي
المصدر : عارضة الأحوذي الصفحة أو الرقم: 3/91 خلاصة حكم المحدث : غريب المعنى
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 5572 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 1158 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1939 خلاصة حكم المحدث : صحيح
نكتفي بهذه الكتب فهي كثيرة وجاءت في كافة كتب الصحاح والسنن عدا البخاري , وجاءت الرواية زائدة ببعض الكلمات فى كتب الحديث الأخرى مثل: مسند أحمد - النسائى – أبو داود – ابن حبان وكانت الزوائد أكثر خزياً.
ولنأتي إلي شرح الحديث وهو ببساطة أن النبي -مع كل الحزن والأسي - كان جالسا مع أصحابه فرأى امرأة تسير فى الطريق فنظر إليها فاشتهى النساء ولم يستطع إمساك هذه الشهوة فى نفسه فترك أصحابه فجأة وقام لزوجته وهى تمعس منيئة – (أي تدلك الجلود قبل دبغها) – فنحاها عن ذلك العمل سريعا, وجامعها لكى يفضى شهوته وخرج على الفور إلى أصحابه الذين انتظروه, وقال لهم ناصحا إذا حدث لأحدكم مثل ذلك فالحل أن يأتى أهله ويجامعهم فى أسرع وقت.
هل هذا معقول عزيزي القاريء , هل تصدقه من خلال عرضه على الضابط العقلي والضابط الأخلاقي , أليست هذه إساءة كبيرة وإفتراء مخزي علي النبي صلي الله عليه وسلم , وهل كانت أخلاقة العظيمة التي وصفه الله بها سبحانه تسمح له أن يروي هذه الرواية هذا من ناحية ومن ناحية أخري - الحديث حديث أحاد رواه (جابر) وليس له راوٍ آخر, ولهذا كتب الترمذى تعليقا عليه فقال" حديث صحيح حسن غريب", والحديث الغريب ببساطة هو الحديث الذى يتفرد بروايته راوٍ واحد وسواء كان هذا التفرد فى أصل السنّة، أو فى أثناء السند وإذا أردنا تعريفه فنقول هو ما يتفرد بروايته راوٍ واحد أيًّا كان ذلك التفرد, والتفرد هنا بمعنى أنه لم يقله غيره أو لم يقل هذا المعنى صحابى آخر, والحديث الذى معنا غريب من الناحتين .
ومن الأهمية بمكان توضيح نقطة هامة عن قواعد قبول الرواية عند علماء الحديث الأوائل, وهى أن رفض الحديث أو قبوله يدور مداره على السند فقط, والسند هو مجموعة الرواة الذين من المفترض أن يبدأ أولهم عند الرسول وينتهى بدون انقطاع عند أذن صاحب الكتاب – البخارى ومسلم وغيرهما – فإذا ما كان هؤلاء من العدول الصادقين ورأوا وسمعوا بعضهم من بعض, فلا مجال لتكذيب الحديث مهما كان فساد متنه -نصه –هكذا يقول علماء الحديث, ورغم إنهم يقولون بعرض الحديث على القرآن, إلا أنهم على أرض الواقع لم يثبت أنهم رفضوا حديثا واحدا لمعارضته القرآن , ولله الأمر من قبل ومن بعد.