كتب/ عبد المنعم الخن
أصدر أحد ملوك فرنسا قرارا يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلي لحاجة الدولة إلي المال , فكان لهذا القرار ردة فعل كبيرة وامتنعت النساء فيها عن
الطاعة وبدأ التذمروالسخط على هذا القرار وضجت المدينة وتعالت أصوات الاحتجاجات وبالغت النساء في لبس الزينة والذهب وأنواع الحلي , فاضطرب الملك واحتار ماذا سيفعل..؟
.
أمر الملك بعقد اجتماع طارئ لمستشاريه فحضر المستشارون وبدأ النقاش:
فقال أحدهم أقترح التراجع عن القرار للمصلحة العامة
ثم قال آخر كلا إن التراجع مؤشر ضعف ودليل خوف
وقال ثالث يجب أن نظهر لهم قوتنا وانقسم المستشارون إلى مؤيد ومعارض
.
فقال الملك : مهلاً مهلاً ... احضروا لي حكيم المدينة
فلما حضر الحكيم وطرح عليه المشكلة قال له:
أيها الملك لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت لا فيما يريدون هم
فقال له الملك وما العمل ..؟
أأتراجع إذن ..؟
.
قال الحكيم: لا ولكن أصدر قرارا بمنع لبس الذهب والحلي والزينة لأن الجميلات لا حاجة لهن إلى التجمل , ثم أصدر استثناءً يسمح للنساء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب لحاجتهن إلى ستر قبحهن ودمامة وجوههن ...
فأصدر الملك القرار ....
.
وما هي إلا سويعات حتى خلعت النساء الزينة وأخذت كل واحدة منهن تنظر لنفسها على أنها جميلة لا تحتاج إلى الزينة والحلي.
.
عنئذ قال الحكيم للملك الآن فقط يطيعك الناس عندما تفكر بعقولهم وتدرك اهتماماتهم وتطل من نوافذ شعورهم.