بحث داخل الموقع

يناير 25، 2016

25 يناير والحقيقة الغائبة .. بقلم الكاتب عبد المنعم الخن


25 يناير كان يوما عظيما مشهودا سنة 1952 حينما رفضت قوات البوليس المصري تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية للقوات البريطانية المحتلة ودارت معركة غير متكافئة بين قوات الشرطة والقوات البريطانية أسفرت عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا وأصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم تحتفل فيه مصر بعيد الشرطة , وصار هذا اليوم عطلة رسمية في مصر بداية من العام 2009، 

أما 25 يناير 2011 فكان يوم فتحت فيه أبواب جهنم علي مصر بفعل فاعل بعيدا عن الشباب النقي الذي نزل في هذا اليوم يحمل طلبات محددة "عيش - حرية - عدالة إجتماعية , ولم يكن في ذهنه ثورة ولا يحزنون , ولكن الأرهابيين من جماعة الإخوان كان لهم هدف آخر خبيث هو إسقاط النظام ليقيموا هم نظامهم السلطوي الإقصائي التخريبي وتجزئة الدولة المصرية إلي أجزاء أو ولايات وفق مفهومهم الضال ليقيموا نظام الخلافة الذي رحل نهائيا عام 1924.

وكما كان لجماعة الإخوان الإرهابية هدف حبيث كان للأسف لدول عربية وإسلامية مثل قطر وتركيا هدف خبيث آخر أو قل هدف أكثر خبثا ألا وهو تنفيذ مخطط الشيطان الأكبر أمريكا وحلفائها وأصدقائها في قطر وتركيا في تجزئة العالم العربي إلي أجزاء عن طريق ما أسموه بالفوضي الخلاقة وحروب الجيل الخامس الذي بمقتضاه يدعمون الجماعات الإرهابية التكفيرية وتجار الدين , يدعمونهم بالمال والسلاح والإعلام وفي أروقة ما يسمي مجلس الأمن وما يسمي بجماعات حقوق الإنسان , ويدعونهم يقتتلوا فيما بينهم بالوكالة , ولقد أنطلت هذه اللعبة علي دول مثل تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن ومن قبلهم السودان الذي إنفصل جنوبه عن شماله وصار دولتين بدل دولة واحدة.

والغريب أن يحولوا هذا اليوم العظيم , يوم 25 يناير 1952والإحتفال به إلي يوم 25 يناير 2011 بمقولة أنها ثورة , والأغرب من ذلك أن لجنة الخمسين التي أعدت دستور 2014 أقرت أن 25 يناير 2011 و 30 يونيه 2013 ثورتين وساوت بين يوم خربت فيه مصر ويوم إعيد فيه بناء مصر , أفمن المقعول أو المقبول أو من المنطق أن نحتفل بيوم كانت نتائجه علي النحو الآتي؟

- وفق تقرير هيئة تقصي الحقائق عن 25 يناير بأن عدد الضحايا الحقيقي يصل إلى 846 ضحية في كافة محافظات الجمهورية

- عملية اقتحام وإحراق أقسام وسيارات الشرطة ومدرعات الجهاز الأمني وبعض المنشآت الحيوية الرمزية ومنها مدنية الإنتاج الإعلامي أو مقرات جهاز الأمن الوطني، أو الأحزاب السياسية الكبرى 

- أفادت تحريات الأمن الوطني في قضية هروب مرسى و129آخرين من سجن وادي النطرون..أن المتهمين مرتكبي تلك الجرائم، انطلقوا وفق تنظيم مسبق فى ثلاث مجموعات إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل والمرج، وأطلقوا الأعيرة النارية والقذائف صوب مبانيها، فتمكنوا من اقتحامها وقتلوا ما يزيد على خمسين من أفراد الشرطة والمسجونين، ثم قاموا بتهريب عناصرهم من السجون بالإضافة إلى ما يزيد عن 20 ألف سجين جنائي.

- حرق العديد من كنائس الأقباط في محافظات المنيا واسيوط والجيزة والبحيرة وغيرها من المحافظات.وتكسير ونهب محال المجوهرات والصيدليات المملوكة للأقباط.

- سرقة وإتلاف بعض القطع الأثرية من المتحف المصري , وإحراق المجمع العلمي المصري.رمز المعرفة والتاريخ.

- إقتحام مبني الأمن الوطني وبعثرة وسرقة ملفات وسيديهات خاصة بقضايا الأمن الوطني المصري.

- أما أم الكوارث التي أفرزتها 25 يناير وعاني منها شعب مصر بغالبيته الساحقة لمدة سنة سوداء هي حكم الطغاة الذين سلبوا الحكم بسذاجة البسطاء وتزوير فاضح تغاضت عنه جماعة المستشارين الذي كانوا يشكلون اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية عام 2012 وهم الذين رهن التحقيق الآن في قضية "تزوير إنتخابات الرئاسة عام 2012 والتي تقوم بها لجنة مشكلة لهذا الغرض والتي أبيح فيها النشر مؤخرا بعد أن كان محظورا.

واخيرا أين العقول التي تدعو للإحتفال بهذه الأحداث الدامية وتطلق علي هذه الغوغائية والفوضوية ثورة (ولا أتكلم عن شباب الطليعة الذين بدأوا حركة الإحتجاج السلمية والذين أنصرفوا بعد أن ركب الأخوان المشهد .. حتي نكون واضحين ولا أحد يزايد علي كلامي) , وإذا كانت 25 يناير بكل مآسيها ثورة , فبماذا نوصف 30 يونيو الثورة الحقيقية التي أعادت لمصر وطنها المسلوب من جماعة الأفك والضلال؟

علي العموم المسألة , مسألة فيها رأي ونظر ومنطق فمن شاء عشق الكوارث فليكن , أما من شاء نبذ المصائب والأهوال فليسمي الأسماء بمسمياتها.