أري أنه من المفيد للقاريء الكريم أن أتناول بالشرح الميسر ما هو علم الحديث وما أنبثق عنه من علوم في عدة حلقات كي يتسني للقاريء معرفة بعض
المصطلحات عندما نعرض لبيان الأحاديث المكذوبة ومتنها (نصوصها) وسندها (رواتها) ومناسباتها ثم عرضها علي الضوابط القرآنية والعقلية والأخلاقية , وسأبدأ اليوم بحلقة من هذه الحلقات المزمع كتابتها في عدة حلقات قادمة ثم نواصل بعد ذلك سرد الأحاديث المفتي بها علي رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم وبيان الأسباب التي من أجلها ينبغي ترك مثل هكذا أحاديث.
تعريف بعض المصطلحات:
الحديث: هو ما أُضيف إلى النبى من قول أو فعل.
الخبر: هو مرادف للحديث وقيل مغاير له فالحديث ما جاء عن النبى والخبر ما جاء عن غيره
الحديث المسند: المنسوب إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
الحديث الآحاد: الحديث الذي رواه راو واحد ولم يروه غيره
الحديث المتواتر: الحديث الذي روي عن فلان وفلان وفلان.
الحديث المرفوع: هو ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو صفة. وقد يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً بحسب حال سنده ومتنه.
الحديث المرسل: هو الحديث الذي سقط من سنده.
السند: رواة الحديث.
المتن: نص الحديث
المتصل برواية العدل: هو الراوي المسلم البالغ العاقل والا يكون فاسقا عديم المروءة.
الضابط: أن يكون الراوي متقناً لروايته.
علم الحديث هو أحد العلوم التي أختصت بها الأمم الإسلامية , وأنبثق من علم الحديث علوم أخري لتوثيق النص النبوي كعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال , كما أنشأوا علوما لفهم القرآن والسنة كعلوم التفسير والفقه وأصوله وأنشأوا علوما خادمة كالنحو والصرف.
علم الحديث هو منهج يدور حول صحة الأحاديث، والأخبار المنقولة عن النبي محمد أو الصحابة. ويقوم بفرزها إلى الصحيح أو الضعيف أو الموضوع , كما يهتم هذا العلم بدراسة أقوال النبي محمد أو الصحابي أو التابعي والأفعال والأخبار والصفات وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.
تعريف علم الحديث وهو ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول علم الحديث رواية:
تعريفه هو علم يشتمل على أقوال النبى وأفعاله وتقريراته وصفاته ورواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد ومعرفة شرحه ومعناه وما يُستنبط منه من فوائد .
القسم الثانى علم الحديث دراية:
ويُطلق عليه مصطلح الحديث أو أصول الحديث أو علوم الحديث
أما تعريفه فهو العلم بقواعد يُعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول أو الرد أو هو القواعد المُعَرِّفة بحال الراوى والمروى وعلم الحديث دراية يُوَصِّل إلى معرفة المقبول من المرفوض بشكل عام أى بوضع قواعد عامة فأما علم رواية الحديث فإنه يَبْحث فى هذا الحديث المُعَيَّن الذى تريده فَيُبَيِّن بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود ويضبط روايته وشرحه فهو إذن يبحث بحثا جزئيا تطبيقيا فالفرق بينهما كالفرق بين النحو والإعراب وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه أو بين الطهي وأصول الطهي مثلا.
ماذا يعني حديث وما الفرق بينه وبين الخبر؟:
هو ما أُضيف إلى النبى من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ويشمل أيضًا ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين , أما الخبر قيل هو مرادف للحديث وقيل مغاير له فالحديث ما جاء عن النبى والخبر ما جاء عن غيره وقيل أعم منه أى أن الحديث ما جاء عن النبى والخبر ما جاء عنه أو عن غيره.
قسّم العلماء الأحاديث، تبعًا لغرض معرفة ما يقبل منها وما يردّ، إلى ثلاثة أنواع:
أولاً: الحديث الصحيح:
وهو الحديث المسند أي يكون منسوبا إلي النبي صلي الله عليه وسلم , والمتصل برواية العدل , أي يكون الراوي مسلم بالغ عاقل والا يكون فاسقا عديم المروءة , فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة" , والضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة , أي أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.
وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته. والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه. أما "العلة" فهي السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في معرفة المتون (نصوص الحديث) واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.
ونراكم في الحلقة القادمة إنشاء الله تعالي.