الفكر التكفيري الذي تعنقه كثير من الجماعات والطوائف كجماعة الإخوان الإرهابية والجهاد السلفي وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وتنظيم النصرة وبكو
حرام وغيرها كلها نتاج تربية خاطئة في البيبت المصري بل في البيت العربي الإسلامي بل في العالم بأسرة لأن الإرهاب لم يعد محليا أو إقليميا بل هو أصيح إرهابا عالميا وهو الواقع الذي نعيشه الأن.
حرام وغيرها كلها نتاج تربية خاطئة في البيبت المصري بل في البيت العربي الإسلامي بل في العالم بأسرة لأن الإرهاب لم يعد محليا أو إقليميا بل هو أصيح إرهابا عالميا وهو الواقع الذي نعيشه الأن.
كان زمان التكفير يتجه إلي غير المسلم , ثم إمتد نطاقه ليشمل الطوائف الإسلامية علي إختلاف أسمائها وعقائدها كطائفة الخوارج والمعتزلة والجهمية والصوفية والشيعة وما يتفرع عنها من شيعة إمامية وشيعة أثني عشرية وشيعة زيدية وعلويين ودروز ,ومذاهب شتي كلمذهب الحمبلي الذي أنبثق منه المذهب الوهابي بزعامة محمد إبن عبد الوهاب في الحجاز , ثم أتسعت دائرة التكفير لتشمل كل المسلمين حتي السنة , وكان من نتيجة ذلك تكفير ثم قتل كل فريق للفريق الآخر أو المذهب الآخر كمخرجات لحديث عكرمة الكذاب "من بدل دينه فاقتلوه" والذي أخرجه البخاري في صحيحه عن إبن عباس , ولم يأخذ به مسلم .
التكفير والإرهاب يقولون أن له أسباب عديدة فمنهم من يقول سببه الفقر ومردود علي ذلك أن عتاة التكفريين والإرهابيين من أغني الناس , وهاكم أسامة بن لادن وخيرت الشاطر وغيرهم , والبعض يقول أن السبب هو الجهل والأمية , ومردود علي ذلك أيضا أننا شاهدنا أساتذه جامعات ورؤساء نقابات بل وقضاة ومستشارين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية وإلي السلفية الجهادية , أما الفريق الثالث فيقول أن سبب التكفير والإرهاب هو الغثاء والأحاديث الملفقة والمفتري بها علي رسول الله صلي الله عليه وسلم والمدونة في أشهر كتابي حديث "البخاري ومسلم " ويرددها علي منابر المساجد والزوايا كل جاهل وعالم علي حد سواء , هذا السبب يقترب من الصحة بشرط غفلة المربي في البيت , فغفلة المربي في البيت هي السبب الحقيقي للتطرف والإرهاب فهو لا يسأل من يربيه عن سبب غدوه ورواحه ولا يراقبه إلي أين ذهب أو من أين أتي حتي ولو ظل طوال اليوم خارج البيت , هذا هو السبب الحقيقي يا سادة والذي يسميه الفلاسفة بـ "السبب البعيد" في بحثهم عن ظاهرة من الظواهر , فهم لا يبحثون في السبب العلمي كما يفعل العلماء كالعالم "نيوتن" مثلا عندما توصل إلي سبب سقوط الأشياء بأنه الجاذبية الأرضية , أما الفيلسوف فهو يبحث عن السبب البعيد أو الأبعد من ذلك ألا وهو من خلق الجاذبية او صنعها , وفي سياق موضوعنا شبه كبير من ذلك لأننا نظرنا إلي أسباب أخري بعيدة عن السبب البعيد وهو بلا شك هو الذي أدي إلي هذا التطرف والإرهاب الذي يعتنقه الجاهل والعالم والفقير والغني والخفير والوزير.
والخلاصة أن غياب المربي في البيت هو السبب الحقيقي لظاهرة التطرف , بشرط أن يكون البيت صالحا والمربي يحمل صفة القدوة , أما إذا كان المربي من أهل بيت سوء فقصة أهل بيته قصة تطول وجوههم للوري عظات لكن عقولهم قفول.
الطفل الصغير عندما يجد والديه يتناولون الآخر بسوء ويرمونه بالكفر والإلحاد ويسفهون من ليس من دينهم أو مذهبهم ينشأ الطفل وتنشأ معه عقدة الكراهية لمن ليس من دينه أو مذهبة أو عقيدته كما أن بعض العمائم ( وأقول بعض وليس كل ) ممن يدعون أنهم رجال دين إسلامي يؤكدون دائما علي فكرة تكفير الآخر ويدعمونها بتأويلات خاطئة وتفسيرات تتضمن هوي متبع يملأ قوبهم من النصوص بعد أن جردوها من سياقها ومناسبتها وهو ما يعرف في علم التفسير بصرف اللفظ عن ظاهره إلي معني يتفق وما يدعون إليه من تطرف.
إن الشعب المصري شعب متدين بطبعه والدين عاطفة تنفذ الي القلوب بسرعة فأنه يقبل هذه الأفكار التي سرعان ما تتحول إلي أفعال عندما يكبر الطفل ويصير شابا.. هذه الأفعال المجرمة التي نراها بين الفينة والفينة ما هي إلا التنفيس الطبيعي لبركان التعصب والكراهية والغضب الذي نمي وترعرع في القلوب منذ الصغر ضد من يخالفهم في الدين أو العقيدة أو المذهب الواحد في الدين الواحد .. وينصرف ذلك حتي في الفكر السياسي أو التوجه الرياضي وياطالما نشبت المشاجرات وأعمال العنف بين أنصار الأندية بعضهم البعض وليست مذبحة بورسعيد ببعيدة والتي راح ضحيتها 72 من خيرة شباب مصر , والغريب الشاذ أن يتكرر هذا الحدث في ملعب إستاد الدفاع الجوي يوم مباراة الزمالك وأنبي والتي راح ضحيتها 22 من شباب غض كل ذنبهم هو طلب إرتواء المتعة بمشاهدة مباراة لفريق يحبونه ويعشقونه سواء من هذا أو ذاك.
تالله لن تتوقف هذه الأحداث وسوف تتكرر علي كافة الأصعدة السياسة والرياضة والدينية الا بإعادة منهجة التربية في البيوت وإعادة فتح مدرسة "الأم" لخلق جيل جديد طيب الأعراق متحلي بالأخلاق , جيل يعتنق فكرة المواطنة للجميع وأن الدين لله وحده.
نعم الدين لله والوطن للجميع ويا طالما عاش المسلمون سنة أو غير سنة مسيحي كاثوليكي أو أرثوذكسي أو بروستانتي وكذلك اليهود بطوائفم عاشوا جميعا علي أرض مصر في نسيج واحد متماسك كالبنيان المرصوص عبرالقرون وكانوا اخوانا متحابين , هكذا ينبغي تعليم الصغار كيف نحب .. نحب المواطن المصري أيا كان يكفيه أنه مواطن مصري لنحبه .. نحب وطننا الذي يروينا بنيله العظيم نحب وطننا الذي يدفئنا بشمسه الساطعة علي مدار العام .. نحب جيشنا الذي يحمينا يوم يدعو الداعي لرد الأعداء .. نحب أنفسنا لنحب الآخرين فبالحب وحده تعيش الأمم الراقية ويسمو الوجدان وتتطهر النفوس , والأديان السماوية ما خطت شرائعها إلا لنشر الحب والسلام بين جموع البشر جميعا .
إن كنا جادين في حل عملي لمحاربة التطرف ودرء الإرهاب , علموا أولادكم يا أولو الألباب كيف نحب , علموهم كيف نستبدل الكراهية بالحب أجعلوا الحب هو الدرس الأول لما يتلقاه الأطفال في المنزل وفي رياض الأطفال .. علموهم أن الله محبة علموهم أن الله هو الحب والسلام ومن يحب الله فلا يؤذي خلق الله ومن يحب الله يحبه الله.
ألهم اجعل قلوبنا عامرة بالحب ونفوسنا عامرة بالسلام واجعل أرواحنا تأتيك مليئة بالحب يوم نلقاك , فالحب هو أعظم الفضائل.