بحث داخل الموقع

فبراير 02، 2016

من سلسلة مقالات للكاتب المفكر عبد المنعم الخن. هل نحن أمة تتخذ العلم وسيلة للنهوض؟ .. .

نحن معشر العرب لا نقدر العلم حق قدره ولا نقدم علما ينتفع به وانما نأخذ العلوم والأبحاث والتكنولوجيا عن غيرنا , أي أننا مستهلكون لعلم الآخر, من هنا فنحن لا نقدر العلم حق قدره حتي من صار عالما بالإستثناء من القاعدة نفرط فيه فينتفع به غيرنا في بلاد العالم المختلفة , وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي فشلنا في صناعة العلم والمعرفة والتكنولوجيا والإنتفاع بما يجود به الزمن من علماء , وأكتفينا بالإنتفاع بعلم غيرنا والتباهي بحضارة تاريخ قديم عمره آلاف السنين . حتي هذا التاريخ المتمثل في آثارنا العظيمة فشلنا في تسويقه علي النحو الذي يحقق تلك العوائد الضخمة التي تحققها دولة مثل أسبانيا علي سبيل المثال. 
.
صناعة العالم المبتكر المبدع صناعة عظيمة ترقي بالدول وتبني نهضتها وتعظم من مكانتها السياسية والعسكرية وتقوي إقتصادها وعملتها المحلية , فهل لهذه الصناعة في أي دولة عربية وجود أو ملامح وجود , أو بمعني آخر هل نمتلك تلك الصناعة ؟ .. الإجابة بالقطع لا , ذلك لأن وطننا العربي مشغول بصناعة أخري , هي صناعة التكفير والإرهاب وإختراع الإنتحاري من قبل جماعة إنتشرت في جسد الوطن العربي الإسلامي كالسرطان كجماعة الإخوان الإرهابية والجماعات السلفية الجهادية والسلفية الوهابية والمؤسسات الدينية التي تدعي الوسطية علي أختلاف مسمياتها وما أكثرها , هذا السرطان المنتشر في جسد الأمة العربية الإسلامية يعمل علي تفتيتها وتقسيمها وقطع أجزاء من جسدها بغرض العودة إلي الوراء ونشر الجمود وإغلاق العقول وسجن كل من حاول أن يفكر أو يجدد.
.
وأخيرا أقول أننا إذا أردنا أمتنا العربية الإسلامية قوية مزدهرة علينا الإهتمام بالنوابغ من الطلبة وتهيئة مناهج تعليمية حديثة تقوم علي التفكير والإبتكار والإبداع والإضافة ولا تقوم علي الحفظ والصم والتلقين والجمود ولا يصح أن يقتصر التعليم علي مناهج يضعها من هم غير متخصصين ولا مطلعين علي مناهج وطرق التعليم في الدول المتقدمة ودول أخري كانت بالأمس مأوي للبعوض فصارت زخرا بالعلماء والمفكرين.

مناهج التعليم عندنا تحتاج لثورة تطيح بالقديم وتأتي بالحديث كي نخرج رجالا يفكرون يبتدعون يخترعون ولا رجالا عبارة عن آلات تسجيل تقف عند ما سجل ودون عليها من أجل الحصول علي شهادة دراسية لا تغني ولا تسمن من جوع بالنسبة لحاملها وبالنسبة للوطن علي حد سواء , فإذا تسني لنا تحقيق ذلك سوف نسطيع بأنوار المعرفة والإبداع وإقبال الناس علي القراءة التي هجروها , سنستطيع بلا أدني شك النهوض بامتنا وجعلها وطنا متقدما مزدهرا خالي من الإرهاب , مما ينعكس علي تحسين حياة الناس وسعادتهم في وطن منتج فعّال قائد وليس تابع.