بحث داخل الموقع

مارس 27، 2015

عند الخطر تستنهض الهمم .. بقلم عبد المنعم الخن

في فجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، واجهت المملكة العربية السعودية خطرا أثر حادثة الحرم المكي التي بدأت أحداثها حين استولى حوالي 200 مسلح من جماعة جهيمان العتيبي الرّقيب المتقاعد من الحرس الوطني السعودي على الحرم المكي ، في محاولة لقلب نظام الحكم في المملكة العربية السعودية إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز , وإزاء هذا الخطر أستنهضت الهمم ودافع السعوديون عن الحرم الشريف بمساعدة قوات الصاعقة المصرية التي أرسلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد طلب من المملكة , وتم القضاء علي الحركة وأعدم 61 من بينهم قائدهم جهيمان العتيبي.

وكانت هذه أول محاولة لقلب نظام الحكم في المملكة السعودية , ومنذ ذلك التاريخ أستبان لها أهمية الأمن القومي الذي يتطلب القوة والحزم , فأخذت بأسباب التسلح حتي صار جيشها يأتي كثاني أقوى جيش بين الجيوش العربية ويصنف ألـ 25 عالميا , بعد الجيش المصري الذي يحتل الصدارة بين الجيوش العربية والحائز علي المرتبة 13 في الترتيب العالمي.

الأحداث الأخيرة في اليمن وسيطرة الحوثيون علي أرجاء كثير منه جعلت المملكة السعودية تستشعر الخطر ليس من عصابات الحوثيين فحسب ولكن هو الخطر القادم من الرافضة الشيعة التي تحكم إيران المتطلعة إلي إغتصاب دولة الخليج كما أغتصبت ثلاث جزر لدولة الإمارات المتحدة من قبل , وعند الخطر تستنهض الهمم مما دفع المملكة السعودية إلي المبادرة بعملية عسكرية "عاصفة الحزم" أقتصرت حتي الآن علي الضربات الجوية المؤثرة علي قاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية ومقتل عدد من قادة الحوثيين ، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية التي سيطرت علي أجواء اليمن بالكامل.

تم ذلك بتعاون عربي أو تحالف عربي أشتركت فيه دولة الإمارات والكويت والبحرين وقطر من دولة مجلس التعاون الخليجي ومن خارجه أشتركت مصر بقوات جوية وبحرية كما أشتركت الأردن والسودان والمغرب بطائرات حربية , وأري أن هناك سببين أدي كل منهما إلي قيام السعودية بقيادة عملية "عاصفة الحزم" , أولهما خوف السعودية من المد الشيعي الذي بسط نفوده علي اليمن بدعم ومساندة من إيران , ولما كانت اليمن هي الجارة القريبة من المملكة السعودية فقد إستشعرت الخطر , فالمسألة هنا مسألة أمن قومي للسعودية وأمن المقدسات الإسلامية علي أرض المملكة.

أما السبب الثاني الذي أدي إلي قيام السعودية بقيادة عملية "عاصفة الحزم" وضرب الحوثيين في معاقلهم في اليمن هو شعورها بأنها ليست وحدها بل معها تحالف عربي وقوات عربية قوية علي رأسها مصر وقواتها المسلحة الباسلة التي ألفت المعارك عبر تاريخها الطويل ورئيسها الهمام الذي نطق يوما بكلمة "مسافة السكة" فكانت بحق قولا وفعلا , وستظل مصر وجيشها يتبوأ مكانته في الصدارة للدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للخطر.