الاختلاف الجوهري بين الحديث والقرآن يعود إلى فارق البنية التحتية (الأساسية) لهما. فبقدر ما هي قوية لدى القرآن الكريم بقدر ما هي ضعيفة لدى الحديث. وعندما تكون هذه البنية قوية، مثل كون النص مقطوع الصدور كما في القرآن، فإنه يلزم للسنة البحث والتنقيب، إذا كانت بنيته التحتية الأساسية قوية , وليس الأمر كذلك فيما لو كانت البنية التحتية لنص الحديث ضعيفة، إذ يصبح كل بحث وتحقيق لتبرير مضامينه عبثاً بلا معنى.
فالأصل فيه مشكوك؛ فلماذا يتعب الباحث نفسه لإيجاد طريق يصحح فيه ما يبدو اختلالاً في المعنى والمضمون ليكون مقبولاً لدى العقل؟ لذلك كان ابن خلدون يوجب التحقيق أولاً وقبل كل شيء في متن الحديث لمعرفة إذا ما كان متفقاً مع السنن الطبيعية والإجتماعية أم لا؟ إذ لو لم يتفق معها أصبح البحث في السند بلاجدوى.