أول يوم جمعة من شهر أبريل من كل عام هو "يوم اليتيم" وإن شئت قل هو عيد اليتيم , عيد تشرق الشمس فيه لتوقظ كل قلب رحيم وتأجج عاطفة حياشة في الصدور فتنطلق لتمسح دمعة حزينة في مقلة طفل يتيم أهلكه اليتم وأضعفه بفقد أحد الرحماء أو كليهما , وهل بعد الأم والأب من رحماء؟ , أنه اليوم الذي تنطلق فيه الأحاسيس من مكامنها كما ينطلق الزهر من أكمامه لينشر العطر في الخميلة , فدعونا ندخل البهجة والسعادة إلي قلب صغير أثقله حزن كبير ليس له من الأمر شيء , أنه أمر رب رؤوف يتولاه فهو الرحيم العطوف.
لقد أوصانا الله باليتيم في أكثر من آية من آيات الذكر الحكيم منها قوله سبحانه:
( فأما اليتيم فلا تقهر ) سورة الضحي آية 9.
وكذلك قوله جل وعلا:
( ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم) سورة البقرة آية 220)
وأيضا قوله سبحانه:
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) سورة النساء آية 10.
وأيضا قوله سبحانه وتعالي:
( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) سورة الإنسان آية 8
أما توصية نبي الرحمة اليتيم محمد صلي الله عليه وسلم فعديدة منها حديثه صلي الله عليه وسلم ( إذا بكي اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول من أبكي هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثري؟ من أسكته فله الجنَّةُ ) رواه أنس بن مالك.
وأيضا حديثه صلي الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطي والساعي علي اليتيم والأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله والصائم القائم لا يفتر ) روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
هذا كلام الله جل وعلا وأحاديث رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم , وقد أكدت جميعها علي إكرام اليتيم والعطف والحنو عليه , وكلمة اليتيم في الآيات أو الأحاديث جاءت مطلقة في صفة اليتيم بغض النظر عن دينه أو مذهبه , أنه اليتيم الإنسان الذي خلقه ربه وأحسن خلقته , من أجل ذلك ينبغي علينا وعلي كل من يحمل صفة إنسان أن يسارع إلي مسحة دمعة من علي خد يتيم بإدخال الفرحة إلي قلبه الصغير بهدية أو عطية لعلها ترسم بسمة علي وجهه بها تعيد له الأمل في الدنيا طالما فيها كل صاحب عاطفة وكل صاحب أحساس مرهف.
فيا أيها اليتيم هذا يومك أشرق نوره ببسمتك فهيا أفرح لتفرحنا معك وأعلم أننا كلنا معك نشد من أزرك ونحنو عليك فقد أمرنا بذلك من الرحمن ومن صاحب الرحمة المهداة , وكل عام وانت بخير وحب وسعادة.