.خلال الخطاب الذي أعلن فيه جوزيف بلاتر إستقالته , صرح بكلام من قبيل "مات وعاد ليصحح" , الرجل صرح بأنه لا يصلح أن يبقي رئيس الفيفا لمدد غير محددة , هذا كلام صرح به بعد أن أعلن إستقالته مرغما بعد أن حامت حوله شبه الفساد التي طالت عددا من أعضاء المكتب الفني للفيفا والذين تم القبض عليهم وحبسهم تمهيدا لمحاكمتهم بتهم الرشاوي وتسليك منح تنظيم بطولة كأس العالم 2018 لروسيا و 2022 لقطر بعد أن قدمت الأخيرة عشرة ملايين دولار كرشوة لأعضاء المكتب الفني كي يصوتوا لصالح قطر , وهذا ما حدثت في 2010 عندما تم منح جنوب أفريقيا حق تنظيم بطولة كأس العالم آنذاك.
.
بلاتر بعد أن أمضي أربعة دورات منذ 8 يونيو 1998رئيسا للفيفا وكان مرشحا لولاية خامسة وتم إنتخابه بالفعل وذلك منذ أيام قليلة وقبل إستقالته المفاجئة , يعترف الآن بعدم صحة بقاء رئيس الفيفا لمدد غير محددة , وأني أوجه السؤال هنا لبلاتر: إذا كان هذا رأيك لماذا كان هذا الإصرار من جانبك للترشيخ كل مرة تنتهي فيها ولايتك حتي وصلت إلي خمسة مرات؟ , وإذا تجاوزنا عن المرات الأربع قبل الأخيرة لماذا كان هذا الإصرار والإستماتة علي الترشيخ في المرة الخامسة طالما هذا رأيك؟ , أم أن هذا الرأي هبط عليك فجأة من السماء بعد أن فقدت المنصب مرغما بلإستقالة؟ أم أنك رغبت في إبعاد منافسك الأمير علي بن الحسين من تولي هذا المنصب لأنه شخصية عربية أسيوية؟ .
.
ليس هناك إلا جواب واحد لهذه الأسئلة ألا وهو حب الذات والفساد الذي نخر في جسد الفيفا طيلة هذه السنوات , إن تصريح بلاتر بعدم صحة بقاء رئيس الفيفا وأعضاء المكتب الفني لمدد غير محددة ما هو إلا نوع من الميكافيلية , فالغاية دائما تبرر الوسيلة والمصالح تتصالح , فطالما الأمر في مصلحته فلا بأس من بقائه مدي الحياة في هذا المنصب الهام , أما إذا ذهب عنه المنصب فمن المصلحة إطلاق هذا التصريح بعدم صلاحية البقاء في هذا المنصب لمدد غير محددة , وقد يتصور الرجل أن إستقالته وتصريحه هذا قد يخفف عنه العقوبات التي تنتظره بعد التحقيقات الجارية معه الآن.