بحث داخل الموقع

نوفمبر 24، 2014

أسرار محاربة الشيخوخة !

الحفاظ على الشباب ومحاربة الشيخوخة هو حلم يمتد منذ بداية البشرية، بدءا من شجرة الخلد في الجنة، مرورا بينابيع الشباب في الاساطير اليونانية والرومانية، وانتهاء بالعلاجات الحديثة. ينبغي التاكيد في البداية ان الذي ادى الى زيادة متوسط العمر المتوقع، هو ليس العلاجات الحديثة، وانما التحسن المستمر في مستوى الطب العام وخصوصا الطب الوقائي.
اسرار محاربة الشيخوخة !

المستحضرات المتاحة لـ "محاربة الشيخوخة والحفاظ على الشباب " Anti Aging"،عادة ما تنتمي الى عدة مجموعات، ولعل اولها واكثرها شيوعا ( على ضوء ابحاث الهرمونات الحديثة)، هو العلاج الهرموني البديل في النساء.
العلاج الهرموني - مفضل ام خطير؟

العلاج الهرموني البديل يشكل احد اللبنات الاساسية لعلاج محاربة الشيخوخة. يعرف سن الياس لدى النساء بالجيل الذي يتوقف فيه عمل المبيض، مما يؤدي الى انخفاض في افراز هرمون الاستروجين والبروجستيرون. دور البروجسترون هو حماية الرحم من سرطان بطانة الرحم، والذي قد يتطور عند اعطاء العلاج ببدائل الاستروجين لوحده. لذا في حال استئصال الرحم، فليست هناك حاجة لاعطاء هرمون البروجسترون للمراة. لهرمون الاستروجين، بالمقابل يوجد اهمية في الحفاظ على كتلة العظام (منع حدوث هشاشة العظام)، الحفاظ على بروفيل دهون ايجابي والوقاية من امراض القلب والاوعية الدموية.

العلاج الهرموني المدمج (اي اعطاء الاستروجين والبروجسترون كعلاج وقائي)، فشل في منع امراض القلب والدراسة التي فحصت تاثيره اوقفت قبل الاوان. هذا الامر منطقي لاننا نعرف ان مكملات هرمون البروجسترون تقلل من فعالية العلاج الوقائي بواسطة الاستروجين. ومن هنا يطرح السؤال - ماذا عن النساء بعد استئصال الرحم، اللاتي يتلقين علاج الاستروجين لوحده؟ البحث هنا لا يزال مستمرا، وبحسب الدراسة فان العلاج هو اقل ضررا، ولكن لم يحدد بعد اذا ما كان مفيدا.

وفقا لدراسات اخرى نشرت مؤخرا، فان الانطباع هو ان العلاج بالهرمونات البديلة (الاستروجين وحده او المدمج) لا يمنع امراض القلب، وذلك على العكس من الاعتقاد الذي كان سائدا في الماضي. وهذا هو ايضا موقف منظمة الصحة الامريكية، التي قررت وفقا للمعلومات المتاحة اليوم، انه "لا يجب التوصية باجراء العلاج الهرموني البديل كعلاج وقائي بشكل عام ولامراض القلب بشكل خاص". اليوم يعطى العلاج الهرموني البديل فقط للنساء اللاتي يعانين من اعراض سن الياس (موجات الحرارة، الارق، تقلب الحالة المزاجية، الخ).
وماذا عن الشعور بالحيوية، حيث تشعر البعض ممن يتلقين العلاج بزيادة الحيوية اثناء العلاج وانخفاضها عند وقفه، او بالنسبة للتغييرات في الجلد، التي ثبت وجودها عند اعطاء الاستروجين. هل يستحق ذلك المخاطرة؟ هذا هو قرار فردي لكل امراة، والذي لا يكون دائما مثبت علميا، وانما مصحوب بالكثير من الاحاسيس الشخصية.

الفيتامينات والمكملات الغذائية - هل تساعد حقا؟
الموضوع الاكثر سخونة، وربما الاكثر اثارة للجدل في هذا المجال، هو موضوع الفيتامينات، الاغذية والمكملات الغذائية. المعلومات المتعلقة بهذا المجال كثيرة جدا وبالتالي، سوف نتطرق هنا الى بعض القضايا فقط.

خلطة الفيتامينات تعتبر مساعدة في منع امراض القلب، هشاشة العظام والسقوط (بواسطة فيتامين D) وربما حتى تقوي جهاز المناعة. التوصية الاساسية في هذا المجال هي استخدام حبة واحدة من حبوب خلطة الفيتامينات يوميا. علاوة على ذلك، فان الاتجاه اليوم هو التقليل من اهمية مكملات مضادات الاكسدة (Antioxidant) ولا توجد اي توصية عامة بشانها.
وجد ان فيتامين A يؤدي لزيادة خطر الاصابة بكسور عنق الورك وبالتالي فان الاتجاه هو التقليل من استخدامه. الدراسات حول مكملات الفيتامينات C و E هي ايضا ليست جازمة. بعضها يظهر انخفاض في خطر الاصابة بامراض القلب والامراض الخبيثة والبعض الاخر لا. احدى النظريات في هذا الموضوع تدعي ان اعطاء كميات كبيرة من هذه المواد قد يؤدي الى الاضرار بالية الحماية الطبيعية للجسم وعدد من الدراسات حتى اشارت الى زيادة خطر الاصابة بالامراض الخبيثة بسبب المواد المضافة. لذلك، فان الاتجاه اليوم هو التوصية بخلطة الفيتامينات لكافة السكان وباضافات اخرى فقط على اساس شخصي.
الغذاء الصحي - ما هو؟

ابقراط (ابو الطب اليوناني) عندما قال: "حبذا لو يكون غذائي دوائي ودوائي غذائي". ليس هناك بديل عن النظام الغذائي المتوازن. يوصى بنظام غذائي فقير بالسكر، الدهون والملح وبالمقابل غني بالفواكه، الخضراوات، الالياف الغذائية والكالسيوم. الزيت الموصى به هو زيت الزيتون. يجب الاكثار من اكل السمك. وقد اظهرت الدراسات علاقة اكيدة بين تناول الاسماك وانخفاض خطر الاصابة بامراض القلب.

هذه التوصيات هي توصيات عامة، والتي لا تحل محل الاستشارة الفردية والملائمة الشخصية. على اية حال لا يوجد ولا يبدو انه سوف يكون بديلا عن النظام الغذائي السليم، ممارسة الرياضة وعدم التدخين، والتي تشكل معا 90-80 في المئة من عملية الحفاظ على الشباب ومحاربة الشيخوخة

المصدر: Webteb