
كتب عبد المنعم الخن

من هنا تأتي الإجابة علي السؤال الملح: لماذا مصر لا تتقدم عبر عصورها الضاربة في أعماق التاريخ وغيرها من الدول الوليدة تقدمت وأزدهرت وأستقرت وبعضها وصل إلي القمر وغيره من الكواكب , ومصر مازالت تبحث عن كوكب الآرض الذي لم تصله بعد وذلك لأن مصر غارقة في الهموم والتوهان وإستنفاذ الوقت في الجدل العقيم وتعظيم الغيبيات وتقذيم الملموسات.
ثلاث سنوات عجاف مرت علي مصر قامت خلالها ثورتان لم يسفرا عن شيء وما زلنا في رحلة البحث عن حل للفوازير العقيمة التي تشتهر بها مصر مثال الدستور أولا أو الإنتخابات البرلمانية أولا؟ ثم يأتي البرلمان أولا في 2011 ثم يحل البرلمان لأنه أسس علي قانون غير دستوري ثم نأتي إلي فزورة أخري مرسي ولا شفيق ثم تحل الفزورة بعصر الليمون ويأتي مرسي ليس حبا فيه ولكن كراهية لشفيق وما أطلقوا عليه حكم العسكر , ثم تطل علينا فزورة أخري هي فزورة 30 يونيه ثورة ولا إنقلاب؟ ثم تأتي فزورة الدستور هل هو تعديل لدستور مرسي ولا دستور جديد؟ وحل الفزورة الأخيرة في رأي المتواضع هو دستور مرسي المعدل.
نتجاوز هذا و نأتي إلي فزورة أخري يدور حولها الجدل الآن القائم علي: هل نبدأ بإنتخابات رئاسية أولا أو إنتخابات برلمانية كما نصت خارطة الطريق؟ وحتي الأن لا أحد يستطع حل هذه الفزورة .. وأري أن السبب في الفزورتين الأخيرتين هو عدم دقة رسم خارطة الطريق بصرف النظر عمن قام برسمها لأنه يبدو أن المسطرة التي رسمت بها الخارطة كان بها إعوجاج.
وأخيرا أقول بكل صراحة وشفافية أننا لم نستطع إدارة ثورتين عظيمتين لأننا لم ندرك فلسفة الثورات التي تقوم علي نسف نظام سابق بكل مؤسساته ومقوماته وأولها الدستور أما سياسة ترقيع الثوب المهلهل لا تجدي ويظل الثوب مهلهلا مهما جملناه حتي فن التجميل لا نجيده لأننا ما زلنا نعيش عصر "المشطة" التي كانت تجمل العروس يوم زفافها. وقالوا قديما " إيش تعمل المشطة في الوش العكر"