بحث داخل الموقع

فبراير 29، 2016

التربية في الأسرة ضرورة ملحة لمحاربة التطرف .. بقلم عبد المنعم الخن

التعصب والتطرف والتشدد الديني هو الذي يؤدي إلي خلق هذه الجماعات الإرهابية في كافة البلاد الإسلامية , وليس هناك من سبب لظهور هذه الجماعات وتلك الطوائف الإ سبب واحد وهو السبب البعيد وليس السبب القريب مثل الفقر والجهل وتأويل الشيوخ لآيات القران علي غير ما أراده الله
والتمسك بالأحاديث الموضوعة المكذوبة والتي تأسس للكراهية والتكفير والقتل وترك الصحيح منها الذي يدعو للرحمة والعفو والسماحة والإقتداء بالسيرة العطرة.

اعود الي السبب البعيد وأقول أن التربية الخاطئة للطفل في الأسرة والتي تقوم علي بث روح الكراهية لمن يخالفنا في الدين او المذهب أو الفكر هي التي تخلق الإرهابي عندما يكبر , فالطفل الصغير عندما يجد والديه يتناولون الآخر بسوء ويرمونه بالكفر والإلحاد وإزدراء الأديان ويسفهون من ليس من دينهم ينشأ الطفل وتنشأ معه عقدة الكراهية لمن ليس يدين بدينه او يتبع عقيدته أو فكره كما أن بعض العمائم ( وأقول بعض وليس كل ) ممن يدعون أنهم رجال دين إسلامي يؤكدون دائما علي فكرة تكفير الآخر ويدعمونها  بتأويلات  خاطئة وتفسيرات تتضمن هوي متبع من النصوص التي جاءت في الكتاب الكريم  وهو ما يعرف  بصرف اللفظ عن ظاهره إلي معني يتفق وما يدعون إليه من تطرف .

 وبما أن الشعب المصري والعربي شعب متدين بطبعه والدين عاطفة تنفذ الي القلوب بسرعة فأنه يقبل هذه الأفكار التي سرعان ما تتحول إلي أفعال عندما يكبر الطفل ويصير شابا , هذه الأفعال المجرمة التي نراها بين الفينة والفينة ما هي إلا التنفيس الطبيعي لبركان التعصب والكراهية والغضب الذي نمي وترعرع في القلوب منذ الصغر ضد من يخالفهم في الدين أو العقيدة أو حتي المذهب الواحد في الدين الواحد , وينصرف ذلك حتي في الفكر السياسي أو التوجه الرياضي وياطالما نشبت المشاجرات وأعمال العنف بين أنصار الأندية بعضهم البعض وذهب فيها مئات القتلي , ولن تتوقف مقذوفات هذه الحمم الا بإعادة منهجة التربية في البيوت لجيل جديد يعتنق فكرة المواطنة داخل الدولة المدنية الحديثة . 

الدين لله والوطن للجميع ويا طالما عاش المسلمون والمسحيون في نسيج واحد متماسك كالبنيان المرصوص عبرالقرون وكانوا اخوانا متحابين وليس أدل علي ذلك من خروح المسلم والمسيحي في ثورة 1919 بمصر يهتفون بسقوط المستعمر الإنجليزي ويطالبون بالإفراج عن زعيم الأمة سعد باشا زغلول ورفاقه بعد أن نفاهم الإنجليز, وكان رصاص المستعمر لا يفرق بين مسلم ومسيحي فالكل في حب مصر سواء وحروب مصر مع اسرائيل كان المسلم والمسيحي يدافعون عن الوطن من أجل الوطن أنه وطن الجميع .. أنه وطن يعيش في قلوبنا ونعيش في قلبه لا فرق بين دين وآخر , 

وهكذا ينبغي تعليم الصغار كيف نحب .. نحب المواطن المصري أيا كان دينه ومذهبه  لإنه مواطن مصري , كما ينبغي أن نحب أي إنسان فهو أخي وأخوك في الإنسانية .. نحب وطننا الذي يروينا بنيله العظيم نحب وطننا الذي يدفئنا بشمسه الساطعة علي مدار العام , ونحب أوطان غيرنا ونتعاون معهم , نحب جيشنا الذي يحمينا يوم يدعو الداعي لرد الأعداء .. نحب أنفسنا لنحب الآخرين فبالحب وحده تعيش الأمم الراقية ويسمو الوجدان وتتطهر النفوس والأديان السماوية ما خطت شرائعها إلا لنشر الحب والسلام بين جموع البشر جميعا .

 إن كنا جادين في حل عملي لمحاربة التطرف ودرء الفتنة  , علموا أولادكم يا أولو الألباب كيف نحب , علموهم كيف نستبدل الكراهية بالحب  أجعلوا الحب هو الدرس الأول لما يتلقاه الأطفال في المنزل وفي المدرسة .. علموا الأطفال أن الله محبة , الله السلام , الله الرحمن الرحيم , الله الغفور .. علموهم أن الله هو الحب والسلام ومن يحب الله فلا يؤذي خلق الله ومن يحب الله يحبه الله .

ألهم اجعل قلوبنا عامرة بالحب ونفوسنا عامرة بالسلام واجعل أرواحنا تأتيك مليئة بالحب يوم نلقاك .