بحث داخل الموقع

فبراير 14، 2015

الحفاظ على مستوى الكوليسترول

مقدمة
يعتبر الكوليسترول من أكثر العبارات الطبية المعروفة اليوم. الكوليسترول مادة شمعية ضرورية جدا للجسم إلا أن إرتفاع مستوى الكوليسترول في الدم قد يكون خطيرا جدا. يساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم الكوليسترول وكيفية الحفاظ على مستواه في الجسم.

ما هو الكوليسترول؟
تمتص الأمعاء الدهون من الأطعمة التي نتناولها، بعد ذلك تنتقل الدهون إلى الكبد. تنتقل الدهون من الكبد إلى باقي أعضاء الجسم حيث تخزن في الخلايا الدهنية. يحول الكبد الدهون التي نتناولها إلى نوعين: الكوليسترول وثلاثي حمض الجليسيرين. ينتقل الكوليسترول وثلاثي حمض الجليسيرين في مجرى الدم إلى الخلايا الدهنية بشكل بروتينات شحمية. هناك ثلاثة أنواع من البروتينات الشحمية:
البروتين الشحمي الوضيع الكثافة VLDL
البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL
البروتين الشحمي المرتفع الكثافَة HDL

تبدأ مشكلة الكوليسترول حين تلتقط خلايا خاصة البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL فيتراكم الكوليسترول فيه على جدران الأوعية الدموية. تسمى هذا المشكلة بتصلب الشرايين. يؤدي تراكم الكوليسترول من البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL إلى ضيق في الأوعية الدموية. قد يسبب هذا الضيق النوبات القلبية والسكتة. لذا يعرف البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL "بالكوليسترول الضار". يجمع البروتين الشحمي المرتفع الكثافَة HDL الكوليسترول الضار ويعيده إلى الكبد. يعرف هذا النوع من البروتين "بالكوليسترول النافع". يسوف يساعدك حرف H أن تتذكر بأن هذا النوع نافع إذا ربطته بكلمة help الإنكليزية التي تعني المساعدة، أي المساعدة على جمع الكوليسترول الضار وتفادي النوبات القلبية. ليس عليك أن تعرف مستوى الكوليسترول العام لديك فحسب، بل من الضروري أن تعرف مستويي البروتين الشحمي المرتفع الكثافة HDL ، أو الكوليسترول النافع، و البروتين الشحمي المنخفض الكثافةLDL ، أو الكوليسترول الضار.

التشخيص
يمكن معرفة مستوى الكوليسترول عبر إجراء فحص للدم. تأتي نتيجة الفحص في ثلاثة أرقام:
الكوليسترول العام
البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL
البروتين الشحمي المرتفع الكثافةHDL

تشير الدراسات والإرشادات الحديثة أن مستوى الكوليسترول الضار LDL ينبغي ألا يزيد عن مئة 100 ميليغرام/ديسيليتر. يعتبر هذا المستوى "مثاليا" بين مئة 100 و مئة وتسع وعشرين 129 ميليغرام/ ديسيليتر، "في حدود الإرتفاع" بين مئة وثلاثين 130 و مئة وتسع خمسين 159، "مرتفعا" بين مئة وستين 160 ومئة وتسع وثمانين 189، و"مرتفعا جدا" إذا زاد عن مئة وتسعين 190. 
ينبغي أن يقل مستوى الكوليسترول العام عن مئتين 200. أما بالنسبة للمصابين بأمراض القلب أو المعرضين للإصابة بأمراض قلبية خطيرة فينبغي أن لا يزيد المستوى عن مئة وستين .160 هناك عدة عوامل خطيرة تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب بالإضافة إلى إرتفاع مستوى الكوليسترول:
التدخين
إرتفاع ضغط الدم
السمنة
من العوامل الأخرى المسببة لأمراض القلب:
السكري
أن يقل مستوى الكوليسترول النافع HDL عن خمس وثلاثين 35
أن يكون السن لدى الرجال خمسا وأربعين 45 أو أكثر ، وخمسا وخمسين 55 أو أكثر لدى النساء.
إنقطاع الحيض (الإياس) باكرا لدى النساء
عوامل وراثية (ورود أمراض القلب في العائلة)
على الأشخاص المعرضين لعاملين أو أكثر من العوامل المسببة لمرض الشريان التاجي الحفاظ على مستوى الكوليسترول ضمن الحدود المعروفة. فمستوى الكوليسترول الضار LDL الذي يزيد عن مئة وخمس وثلاثين 135 يعتبر مرتفعا بالنسبة للمصابين بأمراض القلب.

الأسباب
يعتبر إرتفاع مستوى الكوليسترول من الأمراض التي لها عامل وراثي. غالبا ما يرد إرتفاع مستوى الكوليسترول في العائلات. أما السبب الأساسي فهو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والكوليسترول. أما بعض الأشخاص فيصابون بأمراض تؤدي إلى إرتفاع مستوى الكوليسترول لديهم. من هذه الأمراض نذكر السكري والسمنة و الأمراض الوراثية وخلل الغدة الدرقية. كما يؤدي الإجهاد النفسي إلى إرتفاع مستوى الكوليسترول. قد يسبب الإجهاد النفسي هذا الإرتفاع، أو نتيجة ميل المُجهدين إلى تناول الأطعمة والوجبات الخفيفة المليئة بالدهون. ليست كل الدهون التي نتناولها متشابهة. فبعض الدهون يكون صلباً في درجة حرارة معتدلة كحرارة الغرفة، مثل الدهن الأبيض الموجود في اللحوم أو الزبدة. تُسمى هذه الدهون بالدهون المشبعة. إن الدهون التي مصدرها الحيوانات هي دهون مشبعة "صلبة في درجة حرارة الغرفة". أما الدهون السائلة في درجة حرارة الغرفة كزيت الزيتون أو الزيوت النباتية فتسمى بالدهون غير المشبعة. أثبتت الدراسات أن مستوى الكوليسترول يرتفع كلما أكثرنا من تناول المنتجات الحيوانية المليئة بالكوليسترول. كما أثبتت الدراسات أن تناول الدهون المشبعة يرفع مستوى الكوليسترول الضار LDL مما يزيد من مشاكل الكوليسترول سوءاً. أما تناول الدهون غير المشبعة فيحد من مستوى الكوليسترول الضار LDL.

خيارات العلاج
ينبغي فحص مستوى الكوليسترول في الدم كل سنة أو سنتين بالنسبة للبالغين. إذا كان المستوى مرتفعا جدا فقد يوصي الطبيب بعلاجٍ معين. بعد العلاج، يجرى المزيد من فحوصات الدم بإستمرار للتأكد من أن العلاج نافع. إن أفضل طريقة للحفاظ على مستوى الكوليسترول منخفضاً هي تناول القليل من الأطعمة المليئة بالدهون والكوليسترول. إن فقدان الوزن والتحكم بالسكري ومعالجة مشاكل الغدة الدرقية من الخطوات الضرورية للحد من مستوى الكوليسترول. في الآونة الأخيرة، يوَصى باستخدام أدوية خفض الكوليسترول على نحو متزايد للمرضى. لا يوصي مقدمو الرعاية الصحية المرضى باستخدام أدوية خفض الكوليسترول إعتماداً على مستوى الكوليسترول فحسب وإنما على الحالة الصحية وعلى خطر التعرض لمشكلات القلب والسكتة الدماغية.

النظام الغذائي
يمكنك الحفاظ على مستوى الكوليسترول بإتباع أربع إرشادات غذائية. أولا، ألا تزيد نسبة السعرات الحرارية اليوميه من الدهون عن الثلاثين بالمئة 30%. أي أن تساوي حصة البالغ من الدهون ستة وستين 66 غراماً. مثلاً، تحتوي قطعة الهامبرجر المؤلفة من ربع رطل (110 غرام) من لحم البقر على إحدى وعشرين 21 غراما من الدهون. ثانيا، ألا تزيد نسبة الدهون المشبعة من المجموع اليومي للسعرات الحرارية عن ثمانية 8 إلى عشرة 10 بالمئة. أي أن تساوي حصة البالغ من الدهون ثماني عشرة 18 غراما. ثالثا، ألا تتناول أكثر من300 ميليغرام من الكوليسترول في اليوم. مثلاً، تحتوي البيضة على ثلاثمئة 300 ميليغرام من الكوليسترول لذا لا يسمح لك بتناول أكثر من بيضة واحدة في اليوم إذا لم تتناول نوعا آخر من الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول. رابعا، ألا تتناول أكثر من ألف وخمس مئة 1500 ميليغرام من الصوديوم في اليوم. إن ملح الطعام يحتوي على الصوديوم. تنفع الحميات الغذائية أكثر عند ممارسة التمارين الرياضية، خاصة إذا كان المريض يشكو من الوزن الزائد. إذا كنت تشكو من الوزن الزائد و تريد إجراء تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي، فمن الأفضل أن تستشير أخصائي التغذية.

الأدوية

تخفف أكثر الأدوية إنتشارا وفعالية من سرعة تصنيع الكوليسترول الضار LDL وتزيد من سرعة تدمير الكبد له. تسمى هذه الأدوية بالستاتين وتشمل أدوية لوفاستاتين (ميفاكور) وسيمفاستاتين (زوكور). إن الآثارالجانبية للستاتين محتملة عادة. وهي تشمل آلام المعدة والإمساك والتشنجات. نادرا ما تظهر فحوصات الدم وجود خلل طفيف في الكبد عند تناول الستاتين. ليست هذه المسألة خطرة بل عادة ما تتحسن بعد التوقف عن تناول الدواء. من الآثار الجانبية الأخرى للستاتين تلف الأعصاب أو العضلات. على المرضى الذين يلاحظون تخديرا أو ضعفا أو ميل البول إلى اللون البني أن يخبروا الطبيب فورا. قد يحد حمض النيكوتينيك المعروف بالنياسين أو الفيتامين ب من مستوى الكوليسترول الضار LDL ويرفع من مستوى الكوليسترول النافع HDL. ينبغي تناول جرعات عالية جدا من هذا الفيتامين إنما تحت إشراف الطبيب.

الخلاصة
يسبب إرتفاع مستوى الكوليسترول ضيق الأوعية الدموية ويؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية. يوصى بإجراء فحوصات الكوليسترول بإنتظام للتأكد من أن مستوى الكوليسترول ضمن الحدود الطبيعية. إذا كان مستوى الكوليسترول لديك مرتفعاً فيمكنك معالجته عبر إتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية وفقدان الوزن وتناول الأدوية. تتطلب هذه التغييرات في أسلوب الحياة إلتزاما من قبل المريض كي يعيش حياة صحية أكثر.