بحث داخل الموقع

يناير 28، 2014

هل الأم ما زالت مدرسة تخرج شعبا طيب الأعراق؟

كتب - عبد المنعم الخن
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم: الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق.


هل هناك من يعد الأم في هذا الزمان لتكون مدرسة تخرج أجيالا صالحين يبنوا الأوطان وينهضوا بالأمم؟ , نعم توجد ولكن فئة قليلة منهن لا تربي وإلا ما رأينا هذه النوعية من الشباب والشابات اللواتي يتسمن بالعنف المجرّم الذي يصل إلي حد قتل النفس والإعتداء علي المنشآت العامة والخاصة بل وصل العنف إلي المعلم حتي طاله سواء في المدارس أو الجامعات , إن هذه الفئة لا تدرك قيمة المعلم , فهذا المعلم وصفه أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.

ماذا جري لفئة قليلة من أمهات الشباب اللواتي يتركن أبناءهن دون سؤال يطرح وعين ترقب كي ينضموا إلي الجماعات الإرهابية تحت زعم نصرة الدين , ألم يدركن أن هذه الجماعات تتاجر بالدين وتسيء له كما لم يسيء إليه أي كافر او ملحد , والله أعداء الإسلام , وهم كتر , ما كانوا يستطيعون الإساءة إلي الدين الحنيف كما أساءت إليه هذه الجماعات المسماة زورا وبهتانا بالجماعات الإسلامية. ألم يخشين علي أبنائهن وبناتهن من هذا المنزلق الذي ينزلقون إليه وهذا المنحدر الذي يؤدي بهم إلي الموت أوالعيش في غياهب السجون , وعنئذ يبكين ويولولن , ألم يسألن أنفسهن هل نصرة الإسلام تحتم الإنضمام إلي جماعات إرهابية تقتل النفس وتمارس البطش والعنف ضد أبناء الوطن الواحد.

ولما كان لنا في رسول الله أسوة حسنة , إسمحوا لي أن أطرح سؤالا علي كل معتدي وأمه وأبيه أسألهم جميعا: هل أتي محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم لينشر العنف والقتل أم لينشر ويتتم مكارم الأخلاق , وهل حق الحياة كان للمسلم فقط في دولة المدينة - يثرب - أم كان للكافة المسلم والمسيحي واليهودي حتي الكافر كانوا جميعا في حق الحياة سواء , وهل كان النبي العظيم حاد الطبع غليظ القلب كما نري ذلك في شباب الجماعات أيا كانت ,, لا والله أبدا فقد قال الله تبارك وتعالي فيه {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ 
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159

الحمد لله أن هذه الفئة من نساء مصر اللواتي لا يحسن تربية وتنشأة ذرياتهن فئة قليلة حتي الشباب المغيب بالعاطفة الدينية وأقوال شيوخهم الضالين المضلين , أو المأجورين الذين يتخذون من العنف "سبوبة" لكسب المال , هؤلاء وأولئك مازلوا أعدادا صغيرة إذا ما قورنت بأعداد الصالحين منهم.

وأخيرا أشيد وهذا ما أكتبه دائما , أشيد بالمرأة المصرية التي خرجت عن بكرة أبيها في جيش جرار إلي لجان الإستفتاء علي الدستور يومي 14 و 15 من يناير 2014 وأكدت هذه الحشود في يوم الخامس والعشرين من يناير 2014 حين زحفت إلي ميادين وساحات مصر في عيد الثورة يرددن الهتاف لمصر وللمشير عبد الفتاح السيسي.

تحية من القلب إلي هذه الأم العظيمة وهذه الزوجة الوفية وهذه الإبنة البارة وكل ذوي القربي الأبرار , تحية لهم جميعا وسلام وأقول ولست مبالغا أن مصر بخير مادام علي أرض مصر نساء مخلصات للدين وللوطن.