تذكر كثير من الكتب الموثوق بها أن النيل هو إله يدعى "حابى" , ولقد عبد المصريون القدماء الأله "حابي" وكانوا يحتفلون كل عام بهذا الأله في مهرجان مهيب
ويقدمون فتاة جميلة بعد أن يزينوها بكل شيق من ملابس وحلي
ويقدمون فتاة جميلة بعد أن يزينوها بكل شيق من ملابس وحلي
ومجوهرات , كانوا يلقونها في النيل الأله لتموت قربانا لهذا الأله.
مما تقدم أستطيع القول أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون بالموت ولا أجد وصفا لهذا الإحتفال الجنائزي أجمل وأدق من وصف أمير الشعراء أحمد بك شوقي في قصيدته الرائعة "النيل" والتي تغنت ببعض أبياتها كوكب الشرق أم كلثوم , وقد أخترت لكم بيتين يبينان مدي تجذر ثقافة الموت لدي المصري القديم:
ألقت إليك بنفسها ونفيسها وأتتك شيقة حواها شيق
خلعت عليك حياءها وحياتها أأعز من هذين شيء ينفق
لقد تعودت في كافة ما كتبت من مقالات أن أستهل كتاباتي بمقدمة وأن أضمّن المقالة معلومة كي يستفيد ويعلم من لم يعلم بعتبار أن المعرفة هي أعظم الفضائل وأثمنها .. وعليه فهذه مقدمة ومعلومة كان لابد منهما لأصل إلي صلب الموضوع المعنون بـ "قرابين الإله 25 يناير"
25 يناير في رأي كانت كوكتيلا من ثلاث:
1 ثورة
2 شيء ركبه الأخوان
3 مؤامرة
25 يناير غيّب الموت فيها الكثير والكثير وفقد فيها المصريون مليارات الجنيهات وأحرقت فيها الديار والدور وظل الموت يلاحق المصريين طوال أربع سنوات كاملة أتمتها أمس 25 يناير 2015.
ما حدث قد حدث وكان لابد أن يحدث والذين قتلوا من غير الإرهابيين شهداء عند ربهم يرزقون , و 25 يناير حدث تاريخي بما له وما عليه ولا يجب تقديس هذا الحدث إلي الحد الذي نجعله أله نحتفل به في كل عام ونجعله عيدا رسميا تعطل فيه مصالح الدولة أو مهرجانا نقدم فيه القرابين علي مدي السنين والأعوام كما فعل المصريون في غابر الأزمان.
بالأمس قتل 18 مواطنا مصريا ذهبوا للموت في إحتفالية كرنفالية , يا للعجب أنحتفل لنموت , وبصرف النظر عمن قتل ومن قتل , والذي يهمني هو من أجل ماذا نحتفل؟ , أنحتفل بوصول مركبة فضاء مصرية إلي عطارد مثلا؟ أو نحتفل بتدشين أول حاملة طائرات مصرية صنعت بأيد مصرية وخبرة مصرية؟ , لا شيء من هذا , أنما نحتفل بأله أسمه 25 ينار ونقدم له القرابين موتي من أبناء هذا الوطن الذي مازال يعيش بفكر الإنسان المصري القديم الذي كان يقدم القرابين للأله "حابي" أله النيل في مهرجان هز الدنيا في الزمن القديم.
نأتي إلي بيت القصيد , من أوصل المصريين إلي تقديس 25 يناير وكأنه كتابا من السماء منزلا , أقول بصراحة أن الذي أوصلهم إلي ذلك عدة عناصر أو عدة أطراف كلها أصحاب مصالح أولها الأخوان الإرهابية ثم الإعلام المضلل الذي طبل وزمر لـ25 يناير , وهو ذات الإعلام الذي طبل وزمر للخائن مرسي , عندما وصل إلي سدة الحكم ثم طبل وزمر لـ 30 يونيه , ثم تأتي المجموعات الشبابية المؤجورة والتي تزعمها البرادعي عميل الغرب والتي أخذت علي عاتقها تنفيذ المؤامرة الكبري التي خططت لها أمريكا فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد أو بما يعرف بالربيع العربي أو بما يعرف بالجيل الرابع للحروب.
ثم تأتي الطامة الكبري والتي جعلت من 25 يناير قدس الأقداس ألا وهي دستور مرسي 2012 والذي عدل في 2014 بواسطة لجنة المصالح والمخاصصة وهي لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسي , كان من مصلحة المعدين لدستور مرسي أو دستور مرسي المعدل , (ويخطأ من يقول أن دستور لجنة الخمسين دستورا جديدا , الحقيقة أنه دستور معدل لدستور لجنة المائة التي شكلها مرسي , وكان الأجدي أن ينسف هذا الأخير وبناء دستور جديد يليق بمرحلة ما بعد 30 يونيه 2013) كان من مصلحتهم أن يضعوا النص الذي يقدس 25 ينار للمزايدة والمتاجرة وقت اللزوم ليس إلا.
25 يناير ستظل موضع جدل لسنين طويلة وسوف يكشف التاريخ ما لها وما عليها ولكن المؤسف أن نقدس 25 يناير ونجعله عيدا لأله إفتراضي نقدم له القرابين ونعتنق من أجله ثقافة الموت بالنزول إلي ميادين وشوارع مصر كي نموت.