بحث داخل الموقع

مارس 23، 2015

مع الكاتب المفكر: عبد المنعم الخن حلقة 7 - الأحاديث والروايات المكذوبة في كتب التراث ج 7

الحديث المكذوب المفتري به علي النبي صلي الله عليه
وسلم
{يا معشرَ النساءِ تصدقْن فإنكنَّ أكثرُ أهلِ النارِ فقالت امرأةٌ : وما لنا أكثرُ أهلِ النارِ قال : لأنكنَّ تكثرْن اللعنَ وتكفرْن العشيرَ}

تخريجاته :
- الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1462 خلاصة حكم المحدث : صحيح

- الراوي : : عبدالله بن عمر المحدث : البخاري الصفحة أو الرقم (5198) خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

- الراوي : عبدالله بن عباس المحدث : مسلم: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2737 خلاصة حكم المحدث : صحيح

- الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 79 خلاصة حكم المحدث : صحيح

- الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : أحمد شاكر المصدر : مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 6/83 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

- الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : الألباني المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3250 خلاصة حكم المحدث : صحيح

- الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : ابن حبان المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 5744 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

- االراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : ابن حبان المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 3323 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه 

الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 304 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

- الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : الهيثمي المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 3/121 خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

- الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : أحمد شاكرالمصدر : مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 5/196 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

- الراوي : حكيم بن حزام المحدث : ابن حبان المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 7478 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

شرح الحديث:
يقول الحديث المكذوب والمنسوب لنبي الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم أنه رأي علي باب الجنة أن أكثر أهل الجنة هم الفقراء وأنه رأي علي باب النار فوجد أن النساء هم أكثر أهل النار ولما سألته إمرأة: وما لنا أكثر أهل النار؟ قال بكفرهن، قيل أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك ما تكره قالت : ما رأيت منك خيراً قط".

هذه هي كتب التراث التي جاء بها هذا الحديث المكذوب , والغريب هي تلك العبارة التي تأتي في كتب الحديث وتأتي علي لسان شيوخ الأزهر وخطباء المساجد والزوايا وهي عبارة "متفق عليه"!!! , من هؤلاء الذين أتفقوا عليه؟ هما فقط أثنان البخاري ومسلم بينما العبارة توحي بأن الذي أتفق عليه آلاف وليس أثنان.

إن كتب الحديث والتفسير أهتم أصحابها ببذل الجهد فى دراسة السند، ولم يبذلوا أي جهد في دراسة المتن (نص الحديث) فليس دائما صحة السند تأتي بصحة المتن.

هذا تعقيب بسيط كان لابد منه حتي أصل إلي الحديث الملفق والمفتري به علي النبي صلي الله عليه والذي وصفوه بأنه متفق عليه لمجرد أنه جاء في البخاري ومسلم , هذا الحديث مكذوب كذبا بيّنا من ثلاثة وجوه:

الوجه الأول:
عندما نضع هذا الحديث علي الضابط القرآني لوجدناه متعارضا مع الآيتين 128 و 129 من سورة آل عمران: 

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ 128 وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 129.

والآيتان تتحدثان عن قول الله لرسوله بأنه ليس من شأنه الفصل فيمن يتوب عليهم أو لا يتوب عليهم أو يعذبهم ويدخلهم النار أو يعفو عنهم ويدخلهم الجنة والله وحده له المشيئة والإختصاص والأمر في ذلك , وهو الغفور الرحيم , وسبب نزول هذين الآيتين ما رواه سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن أقواماً فقال: «اللّهم العن أبا سفيان، اللّهم العن الحرث بن هشام، اللّهم العن صفوان بن أُمية» فنزلت هذه الآية {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} , فتاب الله على هؤلاء وحسن إسلامهم , أما الآية 129 فالمقصود منها تأكيد ما ذكره أولاً من قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيء} [آل عمران: 128] , فكيف بعد ذلك يدعون علي النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال عن النساء أنهن أكثر أهل النار , وهو الأمر الذي جعله الله شأنا من مشيئته يختص به سبحانه وخاطب نبيه (ليس لك من الأمر شيء) والله (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)

الوجه الثاني: 
للدلالة علي إنعدام هذا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم هو وضعه علي ميزان الضابط العقلي والأخلاقي , فالنبي صلي الله عليه وسلم كان خلقه القرآن وما كان يتفوه بحديث يتعارض مع خلقه وهو القرآن وذلك علي نحو ما بينت في الوجه الأول لعدم صدق هذا الحديث , هذا من ناحية ومن ناحية أخري ألم يكن للنبي 4 بنات من ذريته ومنهن فاطمة التي قال عنها النبي (فاطمة بضعة مني)؟ ألم تكن خديجه بنت خويلد من النساء اللواتي آمنّ به وتزوجته وصدقته في بداية دعوته , وكانت بالنسبة له كل شيء والتي انتفع منها الإسلام فلم تكن على هامش الدعوة الإسلامية، بل كانت تعيش كل لحظاتها , ألم تكن من النساء؟؟, ألم تكن عائشة أم المؤمنين زوجة رسول الله وحبيبته التي أحبها حبا جما من النساء؟ ألم تكن زوجاته الآخريات من النساء؟ ألم تكن أمه السيدة الفاضلة آمنة بنت وهب بن عبد مناف من النساء؟ , ألم تكن مرضعته حليمة السعدية التي أرضعته بعد وفاة أمه من النساء؟ هذا قليل من كثير في شأن أثر النساء في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم.

الوجه الثالث:
في العام الثالث من الهجرة جاء ثلاثة و سبعون رجلا وامرأتان ، هما نسيبة بنت كعب، وأم منيع أسماء بنت عمرو و بايعت رسول الله ضمن من بايعوا فى بيعة العقبة الثانية.

كان دور الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب أم عمارة في سبيل الإسلام كبيرا وإيجابيا ومؤثرا , وفي يوم أحد شاهدها الرسول صلى الله عليه وسلم تقاتل مع زوجها وولديها قال لابنها عبد الله “بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله أهل بيت”.
قالت أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة.
فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”.

وأرادت أم عمارة أن تؤكد مكانة المرأة فقالت: يا رسول الله، ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن في شيء فاستجاب الله لها ، ونزل الوحي بآيات كريمة تؤكد مكانة المرأة في الإسلام:
“إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً” (الأحزاب: 35)

وأعتقد أن في هذا أكثر من دليل علي كذب وإفتراء إسناد هذا الحديث للنبي من قبل كتب التراس التي دونته وعلي رأسها كتاب البخاري وكتاب مسلم , وحسبي الله ونعم الوكيل.