{ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} [يوسف:99] , هذا كلام الله ووعده وقد صدق وعد الله في كل وعد وكل قول {وعد الله حقًّا ومَن أصدق من الله قيلاً}
[النساء:122], ولما كنا بصدد المؤتمر الإقتصادي الذي أقامته مصر في شرم الشيخ وأتاه من كل فج عميق آلاف من خيرة البشر وعلية القوم , فمنهم الملوك والرؤساء والوزراء ورجال المال والأعمال قد دخلوا مصر في أمن وأمان وخرجوا في أمن وأمان.
[النساء:122], ولما كنا بصدد المؤتمر الإقتصادي الذي أقامته مصر في شرم الشيخ وأتاه من كل فج عميق آلاف من خيرة البشر وعلية القوم , فمنهم الملوك والرؤساء والوزراء ورجال المال والأعمال قد دخلوا مصر في أمن وأمان وخرجوا في أمن وأمان.
أقول للمتربصين بمصر ومن يريدون تخريب مصر وتقطيع أوصالها , أقول لهم هيا موتوا بغيظكم فقط خاب ظنكم وفسد تدبيركم وأرتد كيدكم إلي نحوركم , أتعلمون لماذا؟ لأنكم تخربون وتفسدون وتقتلون الناس علي أرض مصر الذي حماها الله وبذلك فأنتم تحاربون الله ورسوله وجندا وصفهم الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض.
نعم خير أجناد الأرض , صدقت يا حبيبي يا رسول الله {وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي} [النجم:3 و4] , إن جند مصر هم الذين هزموا الهكسوس في غابر الزمان , وهزموا الفرنسيين في موقعة المنصورة في سنة 1250م وأسروا ملكهم لويس التاسع الذي عرف بالقديس لويس فيما بعد , وهم الذين هزموا التتار في موقعة عين جالوت سنة 1260م بعد أن دخلوا الصين فدمروها وفارس والشام فاكتسحوها وبغداد التي فعلوا فيها الأفاعيل وقتلوا ما يزيد عن المليون من أهلها المساكين الذين عجز خليفتهم العباسي المتخاذل أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله عن حمايتهم أو قل نظام الخلافة الفاسد الذي أودي بهم لهذا المصير , وأودي بكل نظم الخلافة التي نشأت منذ خلافة معاوية إبن أبي سفيان إلي خلافة عبد المجيد الثاني العثماني بإستثناء خلافة عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي القرشي العادل ولكن للأسف استمرت خلافته فترة قصيرة جداً، فلم تطل مدة خلافته سوى عامين وخمسة أشهر, فيما عدا ذلك أخذت كل نظم الخلافة طريقها إلي العدم المحتوم والمصير المسموم , أذكركم بخلافة الأمويين التي قضي عليها العباسيون ثم خلافة العباسيين التي قضي عليها المغول ثم خلافة الأمويين في الأندلس علي يد سكان البلاد الأصليين , ثم سقوط الخلافة العثمانية علي يد الحلفاء المتحاربين في الحرب العالمية الأولي وإنتهاء الخلافة رسميا عام 1924 ولم يبق من أراضيها غير الجمهورية التركية الآن.
وفي العصر الحديث حطم خير أجناد الأرض , جند مصر خط بارليف المنيع الذي أقامته إسرائيل علي الضفة الشرقية لقناة السويس والحقوا الهزيمة بالصهاينة المحتلين في السادس من أكتوبر 1973 والتي كانت من نتائجها نداء السلام الذي أطلقه الإسرائيليون المنهزمون وحلفاؤهم الأمريكان إلي المنتصرين أجناد مصر , فما كان علي ولي الأمر المرحوم الشهيد أنور السادات إلا أن يجنح للسلم مصدقا لقوله سبحانه { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم } [الأنفال:61].
أما الموتورون أعداء الوطن والدين الذين يقولون بأن خير أجناد الأرض هزمت في يونيو 1967 , أقول لهم أرجعوا إلي التاريخ الإسلامي ألم يخسر المسلمون وقعة أحد مع المشركين؟ , الم ينهض المسلمون بعدها وحققوا النصر تلو النصر حتي أذن الله لهم بفتح مكة في العشرين من رمضان سنة 8هـ الموافق 10 يناير 630م , كذلك كانت معركة 5 يونيه 1967 خسرتها مصر ولكنها لم تخسر الحرب وعادت وأنتصرت وحررت كامل أراضيها في معركة الحرب ومعركة السلام , ومن المبكيات المضحكات أن كان بعض العرب والذين أصابهم الحول الإدراكي , يصفون مصر بالعمالة في الوقت الذي كانت ومازالت أجزاء من اراضيهم محتلة من قبل العدو الصهيوني إلي يومنا هذا.
علي أرض سينا قرة عين المصريين يقام الأن مهرجان هزت الدنيا به أعطافها وتغني به الغرب والمشرق المؤتمر الإقتصادي لنهضة مصر ورخائها , أهلا بزائريها ومستثمريها في ارض باركها الله سبحانه وهيأ لها الخير الكثير لمن عمل وأخلص النية لرب العالمين وذكرها في كتابه العزيز الكريم في أكثر من موضع بالصريح والتلميح , أنها أرض الجود والخير , وأختم مقالي بقول العزيز الحكيم:
{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ [البقرة:60 و61] صدق الله العظيم.