بحث داخل الموقع

أبريل 13، 2015

مع الكاتب المفكر: عبد المنعم الخن حلقة 25 - الأحاديث والروايات المكذوبة في كتب التراث ج 25


.حديث "رضخ رأس اليهودي بين حجرين" الموجود في صحيح البخاري في مواضع ( 6876 و 6884 و 2746 و 5295 و 2413 ) 
و في صحيح مسلم في كتاب القسامة والمحاربين ( 1672 و 2413 )
وقد تكون كلمة "رضخ" غير معروفة لذا وجب التعريف بها فهي تعني دقه أو كسره
.
تخريجات أخري للحديث:
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : العيني
المصدر : نخب الافكار الصفحة أو الرقم: 15/331
.
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني 
المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2175
.
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : أبو داود
المصدر : سنن أبي داود الصفحة أو الرقم: 4535
.
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 5993 
.
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : ابن القيم
المصدر : أحكام أهل الذمة الصفحة أو الرقم: 3/1445
.
الراوي : أنس بن مالك المحدث : ابن الملقن
المصدر : البدر المنير الصفحة أو الرقم: 8/361
.
قد وُجد بين أئمة الفقه القدامى من كانوا ينظرون إلى متن الحديث فينقدونه ويردونه إذا رأوا فيه شذوذاً في المعنى، من دون الالتفات إلى إسناده، لأن الغرض من البحث عن صحة الإسناد هو الوصول إلى صحة المعنى، فإذا كان المعنى فاسداً فيجب رده من دون اعتبار لأي شيء آخر. وكان من أولئك الفقهاء الإمام أبو حنيفة، فكان ينظر إلى متن الحديث فيرده إذا رآه شاذاً أيا كان رواته , كما رد الإمام أبو حنيفه الحديث الذي نحن بصدد "رضخ رأس اليهودي بين حجرين" والموجود في عدة مواضع في صحيح البخاري ومسلم ووصفه بأنه كذب و "هذيان" 
.
يقول ابن عبد البر: 'أن أهل الحديث جرحوا بأبي حنيفة لأنه كان يرد كثيراً من أخبار المحدثين. فكان يذهب إلى عرضها على ما اجتمع لديه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذاً'. وقد أحصوا عليه أنه رد أكثر من 200 مسألة رد فيها الحديث ، منها حديث ( 'أن يهودياً رضخ رأس جارية بين حجرين، فرضخ النبي (ص) رأسه بين حجرين )'.
.
وكان أبو حنيفة يرد على الذين يتهمونه بالخروج على السنّة فقال: 'ردي على رجل يحدث عن رسول الله بخلاف القرآن ليس رداً على النبي (ص) ولا تكذيباً له، ولكنه رد على من يحدث عن رسول الله بالباطل، والتهمة دخلت عليه وليس على نبي الله' , ويقول: 'كل شيء تكلم به النبي (ص) فعلى الرأس والعين. فقد آمنّا به وشهدنا أنه كما قال , وهذا القول يدل على أن أبا حنيفة كان غير قانع بصحة معظم أحاديث الآحاد التي كانت تروي في عصره، والتي أدخلت فيما بعد في الصحيحين.
.
وإذا كنا في مجال التصديق , فمن نصدق؟ الإجابة بالقطع نصدق من كان أقرب إلي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد ولد الإمام أبو حنيفة
بالكوفة سنة 80 من الهجرة النبوية , بينما ولد محمد بن إسماعيل البخاري في بخارى سنة 194 من الهجرة النبوية , وولد أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم في سنة 206 من الهجرة النبوية , والمعروف أنه كلما قرب العهد من رسول الله كلما كان المحدث عنه أقرب للصحة من ذلك المحدث الذي تباعدت الهوة بينه وبين الرسول بعدد من الرواة ناقل من ناقل عن ناقل , وقد يكون كل الرواة من الثقات وقد يكون أحدهم غير ذلك كعكرمة الكذاب الذي نقل عن إبن عباس حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وهو مشهور بالكذب وكذبه كثير ممن عاصروه ومنهم إبن إبن عباس نفسه "علي" الذي كان يربطه في شجرة ويضربه فلما سألوه لماذا تضربه أجاب بأنه كان يكذب علي أبيه إبن عباس , وهكذا كلما تباعدت الفترة الزمنية من موت الرسول صلي الله عليه وسلم وكثرت بذلك الرواه كان من المحتم فحص السيرة الذاتية لكل راوي حتي نتأكد من صدق روايته وبالتالي نتأكد من صحة الحديث الذي قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم , وهذا ما أوجد ما يسمي بـ "علم الرجال" والذي يبحث في سيرة الرجال الرواة وهل تنبأ سيرتهم الذاتية عن أنهم عدول أو غير ذلك.