بحث داخل الموقع

أبريل 14، 2015

مع الكاتب المفكر: عبد المنعم الخن حلقة 26 - الأحاديث والروايات المكذوبة في كتب التراث ج 26

حديث ( إن الله لا يخفي عليكم إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلي عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمني , كأن عينه عنبة طافية ).
أخرجه البخاري في صحيحه بالرقم 7407 ومسلم في صحيحه بالرقم 169عن عبد الله بن عمر.

تخريجات أخري للحديث:
أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - ذَكَرَ المسيحَ الدَّجَّالَ بينَ ظَهْرانيِ النَّاسِ ، فقالَ : يا أيُّها النَّاسُ ، إنَّ ربَّكم ليسَ بأعورَ ، ولَكِنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ أعورُ عينِهِ اليمنَى كأنَّها عِنبةٌ طافيةٌ
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : ابن خزيمة
المصدر : التوحيد الصفحة أو الرقم: 100/1
 
قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فذكر المسيحَ الدجالَ فقال : إنَّ اللهَ تعالَى ليس بأعورَ ألا إن المسيحَ الدجالَ أعورُ عينِ اليمنى كأن عينَه عنبةٌ طافيةٌ
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث : أحمد شاكر
المصدر : مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 9/11 
 
ما بعثَ اللهُ من نبيٍّ إلَّا قدْ أنذرَ أمَّتَهُ الدجالَ الأعْوَرَ الكذَّابَ ، ألَا وإنَّهُ أعورُ ، وإِنَّ ربَّكم ليس بأعورَ ، مكتوبٌ بينَ عيْنَيْهِ كافِرٌ ، يقرؤُهُ كلُّ مؤْمِنٍ
الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5578 
 
ما من نبيٍّ إلا وأنذر قومَه الأعْوَرَ الدَّجَّالَ، ألا إنه أَعْوَرُ، وإنَّ ربَّكم ليس بأعْوَرَ، ومكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ ك ف ر
الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني
المصدر : شرح الطحاوية الصفحة أو الرقم: 500 
 
هذا الحديث غير صحيح من وجوه عديدة حتي ولو جاء في الصحيحين:
- لا داعي للتفكر مليا بصحة هذا الحديث ,فيكفي أي عاقل أن ينظر الى ما يتضمنه هذا الحديث من أمور مغالية و خرافية, ليس لها أي دليل من القرآن و العقل, حتى يتيقن من خرافته وعدم صحته قطعا. لكن اللافت في الحديث مدى تطابقه مع نظرية شيعية إمامية يسخر منها السنة وهي نظرية الولاية التكوينية التي ينسبها بعض من الشيعة لأئمة أهل البيت بأن الله فوض تدبير بعض شؤون الكون والبشر لهم.
 
- لم يقتصر الأمر على ورود هذا الغلو في صحيح مسلم, لا بل أورد البخاري حديثا تحت رقم6713 أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه. 
 
- تناقض روايات البخاري و مسلم لجهة تحديد في أي عين ,الدجال هو أعور !
ورد في صحيح البخاري الحديث رقم 3439- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى عَنْ نَافِعٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذَكَرَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَىِ النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلاَ إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ».
وبتناقض عن البخاري أورد مسلم حديث رقم 7551 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى جُفَالُ الشَّعَرِ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ».
 
أمام هذا التناقض في الروايتين يقع من يقول بأن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها , ليس في واحد منها مطعن أو ضعف , في معضلة حقيقة كيف يمكنه التسليم بأحاديث الصحيحين مع وجود تناقض بينهما حول موضوع الأعور الدجال الذي يجب ان يكون له عين واحدة يرى بها لأنه أعور, فأما تكون اليسرى و أما تكون اليمنى . أمام هذه المعضلة و بما أن كلا الروايتين صحيحتين نقترح أن يتم تغيير إسم الأعور الدجال الى الأعمى الدجال حتى لا نمس صحة وقداسة هذين الصحيحين.
 
كما ان رواية البخاري تتضمن أمرا غريبا و هو "إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ", لذلك نسأل هل لله عينان وكيف عرف البخاري بأن الله له أعين وليس أعورا !!,و مسألة أن الله ليس بأعور أوردها أيضا مسلم في صحيحه بحديث تحت رقم (2933) عن أنس قال رسول ألله (مأمن نبي إلأوقد أنذر أمته ألكذأب ألأعورألأإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ،مكتوب بين عينيه كفر ).
 

التناقض لم يقتصر فقط بين صحيح مسلم و البخاري, حيث أن مسلم ناقض رواياته ببعضها,حيث أورد في الرواية السابقة أن " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى",فما لبث إلا و ناقض روايته برواية أخرى معاكسة تفيد بأن الدجال أعور العين اليمنى , كما في الحديث رقم 169,وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَرَانِي اَللَّيْلَةَ فِي اَلْمَنَامِ عِنْدَ اَلْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ, كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مَنْ أُدْمِ اَلرِّجَالِ, تَضْرِبُ لُمَّتُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ, رَجِلُ اَلشَّعْرِ, يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً, وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ, وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: اَلْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ, وَرَأَيْتُ رَجُلاً جَعْدًا قَطَطًا, أَعْوَرَ اَلْعَيْنِ اَلْيُمْنَى, كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنْ اَلنَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ, وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا اَلْمَسِيحُ اَلدَّجَّالُ »