بحث داخل الموقع

أكتوبر 15، 2015

يدعون للجهاد ضد روسيا ولا يدعون للجهاد ضد الصهاينة .. بقلم عبد المنعم الخن


أصدر 55 من "علماء الدين" السعوديين الوهابيين بيانا دعوا فيه كافة الفصائل السورية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة في وجه التدخل الروسي، عبر دعوة "الكوادر وذوي القدرات والخبرات في كافة المجالات إلى البقاء وعدم مغادرة الشام، والالتحاق بركب الجهاد".

ويبدو اليوم أن التاريخ يعيد نفسه بكل سوآته بتكرار سيناريو أفغانستان ذاته في سوريا، بحيث تدعم واشنطن المعارضة السورية بالسلاح، في حين تتبنى جهات دينية سعودية مسؤولية التعبئة الدينية ضد الروس.

ومن غرائب الأمور أن 55 من علماء الدين الوهابيين في السعودية يصدرون بيانا يدعون فيه الخونة من الفصائل السورية للجهاد ضد التدخل الروسي وتكرار سيناريو أفغانستان , ويبدو أن التاريخ وقف في أذهانهم عند هذه الصفحة لم يبارحها.

الخوف كل الخوف من إستنساخ السيناريو الذي صاغته أمريكا في أفغانستان أن يتحقق بذاته في سوريا فتزداد "الطينة بلة" وكما الخشية من إستنساخ سيناريو أفغانستان فإن الخشية أكبر من إستنساخ رجال دين علي نمط أولئك الذي كانوا يداهنون الخليفة إبتغاء مرتضاته كما فعلوا أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور والخليفة الشاب العباسي الأرعن المقتدر وغيرهم.

أين كان علماء السعودية عندما تدخلت أمريكا في العراق وأين كانوا عندما تدخلت في ليبيا , هل يطيب لرجال الدين ترك "داعش" تدمر وتفتت سوريا المسلمة عاصمة الأمويين وبها المسجد الأموي التاريخي أم هو عين الرضا عن أمريكا وحلفائها وعين السخط علي روسيا , ويبدو أن التاريخ وقف عند هؤلاء أيام كانت روسيا تتبع النظام الشيوعي , لا يا سادة يا مبجلين روسيا لم تعد شيوعية كما أستقر في أذهانكم رغم مرور السنين , ولمعلوماتكم روسيا تضم حوالي 100 مليون مواطن روسي يدينون بالأرثوذكسية وهي الديانة السائدة هناك كما بها حوالي 20 مليون مسلم يتزايدون سنة بعد أخي ، ويبلغ عدد المسلمين في العاصمة موسكو وحدها أكثر من مليون مسلم.

وأذا كان علماء الدين في السعودية الوهابية يحبون العم سام الأمريكي ويكرهون الدب الروسي علي أساس ديني أو عقائدي فأقول لهم: أولي بكم كرجال دين أن تنأوا بأنفسكم عن لعبة السياسة تقديرا للدين وتقديرا لعمائمكم التي أكن لها كل إحترام , أما إذا كانت المسألة مسألة جهاد فلماذا لم تدعوا للجهاد ضد العدو الصهيوني الذي يحتل أرضا عربية مسلمة ويدنس المسجد الأقصي ثالث الحرمين المكرمين ويقتل من أخوتكم الفلسطينيين كيفما شاء 

وأخيرا أختم مقالي هذا ببيت شعر للإمام الشافعي رحمه الله:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا