بحث داخل الموقع

مارس 18، 2015

مع الكاتب المفكر: عبد المنعم الخن حلقة 3 - الأحاديث والروايات المكذوبة في كتب التراث ج 3

حديث "أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار"

تخريجات الحديث:
- الراوي : أنس بن مالك المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 203 خلاصة حكم المحدث : صحيح

- الراوي : أنس المحدث : البزار
المصدر : البحر الزخار المعروف بمسند البزار الصفحة أو الرقم: 13/267 خلاصة حكم المحدث : لا نعلم رواه عن ثابت، عن أنس إلا حماد بن سلمة

- الراوي : أنس بن مالك المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 578 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

- الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني
المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 4718 خلاصة حكم المحدث : صحيح

هذا حديث مكذوب من كافة النواحي بل وشاذ ولا يتأتي من الرسول أن يضع أباه في النار وهو الذي أنزل عليه الله قرآنا محكمات آياته وهو أول من يعلم أن من لم يدركه رسول لا يعذب بالنار وأنه أول من يعلم أن أباه قد مات وهو في بطن أمه , أي لم يدرك ولده محمدا رسولا , وحسبي القرآن الكريم أدلل به علي كذب هذا الحديث المفتري به علي الرسول صلي الله عليه وسلم وأفك وضلالة من رواه ومن صدره كما سيأتي.

أولا: الآية 5 من سورة يس وسأتناولها من بداية الآية 1 {يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم.

وهذا يعني أن الأباء المذكورين في الآية 5 من سورة يس هم الذين لم يدركوا الرسول حتي يدعوهم للإسلام فلن يعذبوا في النار كما جاء في الحديث المكذوب , أما أبناء هؤلاء الآباء فهم المخاطبون بالدعوة إلي الإسلام وعليه فليس علي هؤلاء الأباء أي عذاب بالنار.

ثانيا: الآية 15 من سورة الإسراء {مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم.

"وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا" كلام واضح جدا ولا يحتاج إلي جهد أو فلسفة لفهمه , فإن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه وذلك بإرسال رسولا إليه كقوله في الآية سابقة الذكر , وعليه يكون هذا الحديث مخالفا لآيتين في القرآن الكريم ولا يصح الأخذ به بل تركه بشكل قاطع. 

والغريب في كتب التراث والتفسير أن من يدعون علماء قد قدسوا هذه الكتب وقدسوا أصحابها فعتبروا كتاب "صحيح مسلم" الذي جاء فيه هذا الحديث المكذوب وغيره من الأحاديث التي يندي لها الجبين , جعلوه ثالث أصح الكتب علي الإطلاق بعد القرآن الكريم و"صحيح البخاري" , أنها مأساة أن يكون كلا من كتاب"أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري والمعروف ب" كتاب"صحيح البخاري" و كتاب " أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم" والمعروف  ب"كتاب صحيح مسلم" في مقام الترتيب مع كتاب الله كيف؟ , أي مهزلة هذه أن يجعلوا كتابين لأثنين من البشر في ترتيب مع كتاب الله العلي القدير, وللعلم كلمة "صحيح التي وردت في الكتابين ليس معناها أن ما جاء بها صحيح ولكن هي تسمية سماها الشيخان لإضافة إنطباع كاذب أن كل ما جاء فيهما صحيح ولا أكون متجنيا لو قلت أن نسبة الصحيح فيهما لا يتعدي الخمسين في المائة.