أنها الصاحبية الجليلة "نسيبة بنت كعب" الأنصارية الخزرجية التي تكنى بأم عمارة التي دافعت عن الرسول يوم "احد" , أنها المرأة التي أعطت المثل والقدوة بل
والدليل الدامغ بأن المرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله , لقد أتت بما لم يأته مجتمع باسرة مثل مجتمع رجال الفضائيات , ومجتمع النخبة الذين لا يقدرون علي شيء سوي الظهور علي شاشات الفضائيات يتحدثون حديث اللهو ويدلون بدلوهم فيما لا نفع منه ولا جدوي فيخرج دلوهم من الجب فارغا.
والدليل الدامغ بأن المرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله , لقد أتت بما لم يأته مجتمع باسرة مثل مجتمع رجال الفضائيات , ومجتمع النخبة الذين لا يقدرون علي شيء سوي الظهور علي شاشات الفضائيات يتحدثون حديث اللهو ويدلون بدلوهم فيما لا نفع منه ولا جدوي فيخرج دلوهم من الجب فارغا.
إلي كل من ينظر إلي المرأة نظرة دونية .. إلي كل من يعتبر المرأة مشروع جارية .. إلي كل مسئول يقصي المرأة عن مناصب قيادية كرئيسة وزراء او محافظ , وبالمناسبة فإن مصر لم تشهد عبرة تاريخها منذ دخل الإسلام مصر , أمرأة علي سدة الحكم أو إمرأة رئيسة للوزراء أو حتي في منصب محافظ , حتي عند إختيار بعضهن وزيرات فنجد أنهن يستبعدن عن الوزارات السيادية ويمنحن فقط وزارات الديكور لتحسين المظهر فقط أمام المجتمعات الغربية , وفي الوقت الذي تتطلع فيه مصر أن تكون في مصاف الدول المتقدمة فكريا وإقتصاديا , تلك الدول التي رفعت المرأة إلي أرقي المناصب وأخطرها وجعلتها تقود دولها , فكانت إدارتها أعظم من إدارة الرجال وأكثر نجاحا وتفوقا , فمثلا "مارجريت تاتشر" التي تولت سدة الحكم في بريطانيا كرئيس لوزرائها , فكانت بحق المرأة الحديدية وهو اللقب الذي لقبت به عن جدارة. فكانت للنساء عزة ولبلادها مفخرة أي مفخرة , وكذلك الشيخة "حسينة واجد" هذه السيدة العظيمة التي لا تقل عن مارجريت تاتشر مجدا وسؤددا فهي التي تولت سدة الحكم في بنجلاديش البلد الإسلامي النامي , تولت رئاسة الوزراء هناك ثلاث مرات أخرها في 6 يناير 2014 , وغيرهن كثيرات لا يتسع المقال لذكرهن جميعا. أما مصر وبكل أسف فهي ضنينة علي نسائها إلا من نظرة دونية في الوقت الذي منحت فيه الرجل كل شيء ومكنته من التسلط علي المرأة وإمتهان كرامتها وإقصائها بفكر ذكوري متخلف أورثته لنا كتب التراث والعادات والتقاليد العفنة.
هذه مقدمة كان لابد منها للتعرف علي شخصية المرأة في الإسلام ودورها الذي أدته في نصرة الإسلام والدفاع عن نبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم , وهذه رواية حقيقية من مئات الروايات التي تؤكد علي دور المرأة في الإسلام وتوليها العديد من المناصب في الدولة الإسلامية مثل السيدة الجليلة "الشفاء بنت عبد الله" التي عينها الخليفة عمر بن الخطاب علي الحسبة , والحسبة هو منصب يختص بالمجتمع وأخلاقه، والظهور فيه بالمظهر اللائق، كما يتناول أمورًا اقتصادية؛ فكان عمل المحتسب الأساسي منع الغش في الصناعة والمعاملات، وبخاصة الإشراف على الموازين والمكاييل وصحَّتها ونسبها.
نعود إلي سيرة الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب الأنصارية الخزرجية التي تكنى بأم عمارة.أخت عبد الله بن كعب فارس بدر، وعبد الرحمن وهو من العابدين المتقين و أم “حبيب وعبد الله” وهما من فرسان الإسلام , هذه السيدة تنتمي إلى طراز فريد من الناس، شهدت الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام ومع صحابته الأبرار الكرام ، تسقي المجاهدين، وتداوي جراح المصابين، وتضرب بسيفها من أجل الحق اذا لزم الأمر، وتفوقت في ذلك على الأبطال والفرسان.
شهدت غزوة أحد مع زوجها وولديها ، فلما تحول ميزان المعركة في مصلحة المشركين ، لم تخف أو تصرخ ، أو تفر من الميدان ،لكنها صمدت وأخذت تدافع في بسالة منقطعة النظير عن نبي الإسلام، تتلقى عنه الضربات، حتى جرحت اثني عشر جرحا.!!
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما التفت يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني”.
في العام الثالث جاء ثلاثة و سبعون رجلا وامرأتان ، هما نسيبة بنت كعب، وأم منيع أسماء بنت عمرو و بايعت رسول الله ضمن من بايعوا فى بيعة العقبة الثانية.
كان دور أم عمارة في سبيل الإسلام كبيرا وإيجابيا ومؤثرا , أرادت أن تؤكد مكانة المرأة فقالت: يا رسول الله، ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن في شيء فاستجاب الله لها ، ونزل الوحي بآيات كريمة تؤكد مكانة المرأة في الإسلام:
“إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً” (الأحزاب: 35)
في يوم أحد شاهدها الرسول صلى الله عليه وسلم تقاتل مع زوجها وولديها قال لابنها عبد الله “بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله أهل بيت”.
قالت أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة.
فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”.
قالت: والله لا أبالي بعد ذلك ما أصابني من الدنيا.
وفي الحديبية تكرر المشهد العظيم ، وأيضا في اليمامة لم يتوقف دورها في الدعوة الإسلامية على حياة الرسول فقط ، ووجوده بين المسلمين، ولكن امتد إلى آخر يوم في حياتها.
شاركت في جيش أبي بكر الذي حارب مانعي الذكاة وفي معركة اليمامة مع خالد بن الوليد قطعت يدها و هى تحارب بها تبحث عن مسيلمة الكذاب لتقتله!!! , حيث كان النبى قد أرسل ولدها “حبيباً” برسالة إلى مسيلمة الكذاب فقتله بعد أن أهانه وعذبه.
سأله الكذاب: أتشهد أن محمدا رسول الله؟
فيقول: نعم
فيقول له: أتشهد أني رسول الله؟
فيقول: لا أسمع شيئا.
أخذ الكذاب يقطع بسيفه في جسم الفتى المؤمن الصابر، فلا يزيده التعذيب إلا عزما وصلابة وإيمانا وإحسانا حتى مات.
علمت بموت ولدها فنذرت ووفت بنذرها نذرت ألا يصيبها وهن حتى يقتل مسيلمة.وفي اليوم الموعود توجهت إلى ساحة المعركة " معركة اليمامة"مع ابنها عبد الله، وكانت حريصة على الأخذ بثأرها بيديها، لكن عبد الله قام لها بهذا الدور واشترك معه وحشي بن حرب الذي قتل حمزة في غزوة أحد ، وأسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه.
وفي يوم أحد وغيره من أيام الله. كانت تحمل الأربطة على وسطها، وكلما أصاب أحد المجاهدين جرح، جرت إليه وضمدت جراحه، وتطلب منه أن ينهض بسرعة ليستأنف الجهاد في سبيل الله.
وكما فعلت مع الجميع فعلت مع ابنها الذي جرح، وقالت له بعد أن أسعفت جراحه، قم وانهض إلى الجهاد. شاهد النبي صلى الله عليه وسلم ما أصاب ولدها فأشار إليها وقال:
هذا ضارب ابنك، فسارعت إليه وضربته في ساقه فوقع على الأرض وأجهزت عليه.
غيرت أم عمارة تلك القاعدة التي تقول بأن الحرب والجهاد شأن من شؤون الرجال ، لا تستطيع النساء المشاركة فيه، أو تحمل أعباءه وقسوته.تضحياته وأبلت في الغزوات التي شاركت فيها بلاء حسنا، وكلما رأها النبي صلى الله عليه وسلم تدافع عن الإسلام والمسلمين هتف قائلا: “من يطق ما تطيقين يا أم عمارة”، يقول الله في كتابه الكريم:
“لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً” (الفتح: 18).
وكان لنسيبة بنت كعب رضي الله عنها نصيبها من السكينة والثواب , فقدت يدها في إحدى الغزوات، وقدمت ولدها شهيدا في سبيل الله، وعاشت تدعو في سبيل الله بكل ما أوتيت من عزم وقوة. كلمة الحق على لسانها، والسيف في يدها، ووعاء الماء في اليد الأخرى، والأربطة حول وسطها وتضمد بها الجراح أثناء الغزوات كانت كلمتها ترفع همم المجاهدين، وتشد من أزر المقاتلين فيكون النصر حليفهم، والسداد رفيقهم.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن دعا لها النبي برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ اعمالها وأفعالها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي.
أفبعد ذلك نحقّر من شأن المرأة ونسلب حقها في الإحترام ومعاملتها المعاملة الإنسانية شأنها شأن الرجل سواء بسواء والتخلي عن النظرة الدونية للمرأة , ألم يحن الوقت بعد لنسف الفكر "الذكوري" من العقول المتحجرة التي جعلت من المرأة مشروع عار وفتنة بينما الرجل هو من يأتي بالعار والرذيلة في كثير من الأحيان , بل أن المرأة هي أطهر الكائنات , ولا ننس مريم البتول الطاهرة العفيفة التي أصطفاها الله وطهرها واصطفها علي نساء العالمين , والمرأة هي أعظم من الرجل وأجدر علي تحمل مسئولية مجتمعها المصغر , مجتمع الأسرة السعيد , إن المرأة هي الحياة والحياة هي المرأة لأنها هي أمي وجدتي وزوجتي وأختي وأبنتي.