حديث - "أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم علي الله"
هذا الحديث جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة بالرقم: 6924 وفي موضع ثان عن أبي هريرة بالرقم 1399 وفي موضع ثالث عن أبي هريرة بالرقم 7284 , وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة بالرقم 20 وفي موضع آخر عن أبي هريرة بالرقم 21
- هذا الحديث بتعارض مع آيات كثيرة منها قوله تعالي: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا” “البقرة: 190”, وقوله سبحانه {فمن شاء فليؤمن ومن شائ فليكفر} الكهف 29 , وقوله عز وجل {لا إكراه في الدين} البقرة 256 , وهذه الآيات صريحة وواضحة في تبيان أن القتال الذي ورد في الآيات هو قتال للدفاع عن الذات لآن الإسلام دين دعوة ولا يشرع للقتال إلا عند الضرورة الملحة.
- كيف يمكن أن يكون النبي محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة أرسله الله رحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء 107 , فكيف يرسله الله رحمة للعالمين ثم يأمره أن يقاتل الناس حتي يأمنوا بالله الغني عن من لم يؤمن , أليس هذا الحديث تطاولا علي الذات الإلهية الذي يرسله مرة رحمة ومرة قاتل؟ وهل نصدق أن نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم يحمل الصفتين؟
ولربما رد عليّ قائل بأن بعض الآيات تنسخ بعضها (والنسخ لغويا يعني الشطب أو الإلغاء) كما جاء في كتاب الضلال "الناسخ والمنسوخ" لأبن كثير , أرد عليه بأن يتقي الله فليس هناك شيء إسمه الناسخ والمنسوخ , وهذا قول المضل حتي ولو كان إبن كثير أو حتي ولو كان شيخة إبن تيمية الذي نكب به الإسلام منذ القرن السابع الهجري, لأن الله سبحانه له صفة الألوهية لا يبدل كلماته أبدا كما يفعل البشر , وكل آية جاءت بسياق وبسبب نزول مختلف , (السياق هو من وجهت الآية إليه أو إليهم)
- هذا الحديث ورد فيه كلمة "الناس" فأي ناس هم الذين أمر الله رسوله بقتالهم؟ , ألم يدخل في لفظ "ناس" الشيوخ والنساء والأطفال من غير المسلمين أو حتي من الكافرين؟ في الوقت الذي نهي فيه الإسلام عن قتل هذه الفئة حتي في حال الحرب.
- أحكام الإسلام قائمة علي مراعاة أوضاع عقائد الناس جميعا من أهل الكتاب حتي من أرتد في المدينة حال وجود الرسول لما أرتد عبد الله بن جحش لم يرسل إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم من يقتله ولا عبد الله إبن أبي السرح وكان في مجلسه وأمامه مع أبي موسي الأشعري الذي أتي به للرسول كي يتشفع عنده في أمره , وكذلك الأعرابي الذي جاء للرسول يقول له "أقلني بيعتي" فلم يرد عليه الرسول وتركه ولم يأمر بقتله. وقال صلي الله عليه وسلم عبارته الشهيرة " المدينة تطّهر خبثها".
ولو كانت رسالة الإسلام في الأرض هي قتل غير المسلمين لما قال تعالي: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” “آل عمران: 110”. وكان قد قال بمنطق بعض أهل التراث والتكفريين في زماننا المعاصر كنتم خير أمة أخرجت للناس تقتلون غيركم. ولكن الله تعالي هو وحده صاحب هذا الدين , وهو المبين لحقيقة الدعوة الإسلامية ورسالتها في تعظيم الإنسانية وتكريم الإنسان كآنا من كان.