بحث داخل الموقع

ديسمبر 10، 2015

المتقلبون والرافضون .. بقلم الكاتب عبد المنعم الخن


هناك فئة أو جماعة أو طائفة من الشعب المصري لا يعجها العجب ولا الصيام في رجب وهؤلاء من عابوا علي الورد وقالوا عنه "يا أحمر الخدين".

.
لم يعجبهم مبارك فأستبدلوه بمرسي ليس حبا فيه وإنما كراهية في أحمد شفيق المحسوب علي الجيش أو كما أطلقوا عليه بكل وقاحة "العسكر" , ثم لم يعجبهم مرسي وذهيوا إلي السيسي وهو علي قمة المؤسسة العسكرية يستجدونه كي يقبل أن يكون رئيسا لدولتهم , وجاء السيسي في إنتخابات حرة وحصل علي نسبة كبيرة جدا من أصوات الناخبين , ثم عادت هذه الفئة إلي إبداء سخطها من السيسي ومن الجيش وكمان الشرطة , ثم جاءت الإنتخابات البرلمانية التي كانوا يصفونها في السابق بإنتخابات الصندوق المزور وطبعا لم يكن أحد راضي علي هذه الإنتخابات وله الحق في ذلك , ثم لما أتت الإنتخابات النزيهة النظيفة منذا أيام والتي حاولت الدولة فيها ترغيب المواطنين والتسهيل عليهم للنزول للتصويت فقررت التصويت علي مرحلتين وكل مرحلة علي يومين ثم نصف يوم أجازة في التصويت الأساسي وكذلك في التصويت الملحق.أي تصويت الإعادة , ورغم ذلك عزفت هذه الفئة عن النزول للتصويت ولم تبد أي رغبة فيه وأعرضت عنه وجلست تولول كالثكالي وتتباكي علي وهم سكن عقولهم لا يعرفون له سببا.
.
رغم ذلك أجريت الإنتخابات وصوت المصوتون الشرفاء ونجحت العملية الإنتخابية بكل إقتدار وامان بفصل رجال مخلصين من الجيش والشرطة , وبفضل أمة من الشعب الواعي , صحيح ليست بالكثيرة ولكنها مؤثرة فاعلة , ألم يأمن برسول الله صلي الله عليه وسلم في بداية دعوته فئة قليلة , ألم تكن مؤثرة في ظل الزخم المعادي في معسكر الكفر آنذاك, كذلك الحال بالنسبة للأصوات القليلة نوعا (ليست بالقليلة المطلقة) التي قامت بإداء واجبها الوطني المخلص في ظل زخم معادي للوطن ولكل إنجاز يتحقق في مصر فكانت خير أمة عشقت دينها ووطنها.
.
أما عن الرشاوي الإنتخابية التي شهدتها ورصدتها العيون فكانت مثل قطرة حبر في بحر خضم لا تؤثر فيه ولا تعكره , وهذه آفة تعاني منها كافة المجتمعات الإنساية وتجدها في كافة دول العالم ولكن بنسب متفاوتة علي حسب درجة التعليم والثقافة ويسار الحال , وهو علي العموم عرض لمرض لا ينفي صحة العملية الإنتخابية برمتها ولا شرعية البرلمان القادم , وكما ذكرت هذه الممارسات غير الشرعية من رشاوي وخلافه هي آفة أو قل ثقافة تأصلت لدي الكثير من العاملين في الجهاز الإداري للدولة المصرية وتأصلت أيضا لدي المواطن المصري الغلبان الذي لم يجد وسيلة لإنهاء معاملاته إلا سبيل الرشوي فأصبح راشيا رغم أنفه , علي العموم هذا الأمر الكتابة فيه تطول وأنا لا أريد أن أشق علي قارئي الكريم وأكتفي في هذا الصدد أن مصر ستتخلص من هذه الآفة في المستقبل القريب عن طريق محو أمية الجهلاء وجودة التعليم التفكري التنويري في جميع مراحله والنهوض بالإقتصاد وتحقيق دخل قومي كبير يوزع علي المصريين وفق عدالة ترضي الله ورسوله.
.
وأخيرا الشعب أنتخب نوابه ونجح من نجح وأخفق من أخفق , وأينعت الروضة بأزاهيرها فأنبري الموتورون وأعداء الوطن يتهكمون علي النائبين الذين حصلوا علي أعلي الأصوات وكذلك علي من أخفقوا , وأنا اسأل هؤلاء الذي أشاحوا بوجوههم عن كل جميل , ألم يعجبكم حصول النائب توفيق عكاشة ومرتضي منصور علي أعلي الأصوات؟ لآ أفهم ما الذي تعترضون عليه .. هل تعترضون علي توفيق عكاشة ومرتضي منصور لأنهما حصلا علي أعلي الأصوات لأنكم تكرهونهما؟ أم تعترضون علي الشعب الذي أنتخبهما وأعطاهما أعلي الأصوات؟ إذا كان الأمر كذلك وتعترضون علي شعب بالآلاف في أكبر دوائر مصر أعطي هذه الأصوات للنائبين فهيا قوموا بتغيير هذا الشعب وأصنعوا شعبا لكم يتبني أفكاركم الهدامة وخيالكم المريض بعيدا عن مصر المحروسة والآمنة , محروسة وآمنة بسلطان المولي عز وجل , وبإخلاص جنودها خير أجناد الأرض كما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.
....