.إستخدمت عبارة "الذي فات" إحتراما للرجل الشجاع الذي أنقذ مصر من أنياب الإخوان الإرهابيين وأبعدهم عن الجسد المصري الذي كانوا ينوون نهشه وأكله نيا , وكذلك تقديرا وتعظيما لرئيس مصر والمصريين بنسبة تصويت كبيرة فاقت %95 , فإحترامه وتقديره هو تقدير لي ولكل مصري يعيش علي أرض هذا الوطن مصر.
.
ولأن طبيعة البشر دائما لا تحظي بصفة الكمال , ولأن الكمال لله وحده عز وجل , فقد فات علي الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع - وهو المنصب الذي كان يشغله في الثالث من يوليو 2013 يوم عزل مرسي وإستقلال الوطن من قبضة الجماعة الإرهابية ووضع خارطة طريق للمستقبل - فات عليه وهو علي رأس من وضعوا خارطة الطريق التي ستسلكها مصر , أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة , وأستطيع القول هنا بكل صراحة أن الرجل أخطأ عندما أتي بممثل لحزب النور السلفي الذراع السياسي للجماعة السلفية بعتباره حزبا قائما أو ممثلا عن التيار الدينيى السلفي . قل ما شئت في هذا الصدد , وهذا أدي بالضرورة إلي إصباغ الشرعية القانونية والسياسية للجماعة السلفية وتقويتها وتعظيمها , أما كونه حزبا فهذا لا ينفي عنهم الإرهاب الذي مارسوه كحزب وجماعة مع شاب السويس الذي قتلوه لمجرد أنه يسير مع خطيبته , وقتلهم للقيادي الشيعي الشيخ حسن شحاتة في زاوية أبو مسلم بكفر أبو النمرس بالجيزة ومثله بجثته , هذا بالإضافة إلي إحتقارهم للوطن وتحريمهم للوقوف أثناء عزف النشيد القومي للبلاد أو إحترام العلم رمز الدولة و كراهيتهم لغير المسلمين وتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
.
وأعتقد أن هذا الإجراء من جانب السيسي كان بمثابة ديكور أو مكياج لتزيين المجلس الذي أطل علينا عير شاشات الفضائيات للإعلان عن عزل محمد مرسي ووضع خارطة طريق لمستقبل مصر.
.
وقد يقول قائل أنه كان لابد من وجود ممثل عن التيار الديني في وضع خارطة الطريق , هذا سؤال جيد , والرد عليه أنه كان من ضمن من حضروا هذا المحفل فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب وقداسة البابا توادرس الثاني , وكان هذا يكفي لو تغاضينا عن ضرورة فصل الدين عن السياسة , خصوصا وأن المجتمعين كانوا يتناولون شأنا سياسيا يتعلق بمستقبل البلد السياسي.
.
ومن غرائب الأمور في هذا الشأن الخاص بالمجتمعين لوضع خارطة الطريق أننا سمعنا آنذاك أنه قد تم دعوة حزب الحرية والعدالة لحضور هذا السامر إلا أنه رفض وحسنا فعل , فقد تم حله بحكم قضائي فيما بعد.
.
أقولها بكل وضوح أنه إذا لم يحل حزب النور ويجرم نشاطه ويعزل أعضائه سياسيا ويمنعوا من الترشيخ كنواب في البرلمان القادم سواء عن طريق القائمة أو الفردي , وأحذر أنه إن لم يتم ذلك علي وجه السرعة سوف تعود مصر إلي مربع الصفر بعد أن تكون أستبدلت الإخوان بمن هم أسوأ منهم وأضل سبيلا.
.
وعنئذ سوف يكون علي الشعب المصري الخروج - وقد ألف ذلك - مرة ثالثة للإطاحة بالسلفيين إذا ما وصلوا للحكم لا قدر الله.